للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَلاَ تَحْسِدِي حَيّاً وَلَوْ جَارَ واعْتَدَى

عَلَيْكَ فَمَا يَحْيَى البُغَاةُ مُخَلَّدَا

تَدُوْرُ عَلَى البَاغِي الدَّوَائِرُ عنوةً

وَيَحْيَى سَعِيْدَ ذُوْ الفَضِيْلَةِ أَمْجَدَا

وَكُلُّ حَسُودٍ يَنْخَرُ الحِقْدُ قَلْبَهُ

يَذُوْبُ كَشَمْعٍ فِي سَعِيْرٍ تَوَقَّدَا

يَعِيْشُ وَنَارُ الغَيْضِ تُحْرِقُ كَبِدَهُ

وَإِنْ مَاتَ أَضْحَى الجَمْرُ فِيه مُجَدَّدَا

فَجَازِ أَخَا فَضْلٍ وَرَاعِ ذِمَامَهُ

وَسَامِحْ عَدُواً إِنْ قَلاَكَ وَنَدَّدَا

فَإِنّي رَأَيْتُ الفَضْلَ خَيْرَ ذَخِيْرَةٍ

لِمَنْ رَامَ قَبْلَ المَوْتِ أَنْ يَتَزَوَّدَا ... >?

موعظة

ج

إخواني إن الغَفْلَة عن الله مصيبة عظيمة قال تعالى: (ولا تكونوا كالَّذِينَ نسوا الله فأنساهم أنفسهم) فمن غفل عن ذكر الله وألهته الدُّنْيَا عن الْعَمَل للدار الآخرة أنساه الْعَمَل لمصالح نَفْسه فلا يسعي لها بما فِيه نفعها ولا يأخذ فِي أسباب سعادتها وإصلاحها وما يكملها وينسي كَذَلِكَ أمراض نَفْسه وقَلْبه وآلامَه فلا يخطر بباله معالجتها ولا السعي فِي إِزَالَة عللها وأمراضها التي تؤل إلي الهلاك والدمار وهَذَا من أعظم العقوبات فأي عقوبة أعظم من عقوبة من أهمل نَفْسهُ وضيعها ونسي مصالحها وداءها ودواءها وأسباب سعادتها وفلاحها وحياتها الأبدية فِي النَّعِيم الْمُقِيم ومن تأمل هَذَا الموضع تبين لَهُ أن كثيراً من الخلق قَدْ نسوا أنفسهم وضيعوها وأضاعوا

<<  <  ج: ص:  >  >>