للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما أهديت معاذة العدوية إلي زوجها صلة بن أشيم أدخله ابن أخيه الحمام ثُمَّ أدخله بيتاً مطيباً فقام يصلي حتي أصبح وفعلت زوجته معاذة مثله.

فَلَمَّا أصبح عاتبه ابن أخيه إلي رجل عنده متغَيْر اللون، فَقَالَ لَهُ: ما الَّذِي بك؟ فَقَالَ: إني ذقت حلاوة الدُّنْيَا فصغر فِي عيني زهرتها وملاعبِهَا، واستوي عندِي حجارتها وذهبها.

ورَأَيْت كأن النَّاس يساقون إلي الْجَنَّة، وانَا أساق إلي النار، فأسهرت لذَلِكَ ليلي، وأظمأت نهاري، وكل ذَلِكَ صغَيْر حقير فِي جنب عفو الله، وثوابه عَزَّ وَجَلَّ وجنب عقابه.

وَقَالَ إبراهيم التيمي مثلت نفسي فِي النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها.

فقُلْتُ لنفسي أي شَيْء تريدين، قَالَتْ أريد أن أردَّ إلي الدُّنْيَا فأعمل صَالِحاً، قال: فقُلْتُ أَنْتِ فِي الأمنية فاعملي.

وسمَعَ عُمَر بن الْخَطَّاب رجلاً يتهجد فِي الليل ويقَرَأَ سورة الطور، فَلَمَّا بلغ قوله تعالى {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِن دَافِعٍ} .

قال عمر: قسم ورب الكعبة حق، ثُمَّ رجع إلي بيته فمرض شهراً يعوده النَّاس، ولا يدرون ما سبب مرضه.

وكَانَ جماعة من السَّلَف مرضوا من الخوف ولزموا منازلهم وبَعْضهم صار صَاحِب فراش.

وكَانَ الحسن يَقُولُ فِي وصف الخائفين: قَدْ براهم الخوف فهم أمثال القداح ينظر إليهم الناظر فَيَقُولُ مرضى وما بهم مرض وَيَقُولُ: قَدْ خولطوا وقَدْ خالط القوم من ذكر الآخرة أمر عظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>