للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يسلم منك أخوك المسلم؟ قال: فلم أعد بعدها، وقل: أن تجد مولعًا بلحوم الغوافل عيابًا للناس إِلا وفيه من العيوب ما لو اشتغل بإصلاح بعضها لكَانَ أولى به، وأحفظ لوقته، وأسلم لدينه، وأسلم لعرضه فإنه إذا عابهم عابوه وأكثروا فيه ويستمرون في البذاءة والوقاحة ولا يمل بل يفرح.

شِعْرًا: ... إِذَا أَنْتَ عِبْتَ النَّاسَ عَابُوا وَأَكْثَرُوا

عَلَيْكَ وَأَبْدَوا فِيكَ مَا كَانَ يُسْتَرُ

وَإِمَّا ذَكَرَتْ النَّاسَ فَاتْرُكْ عُيُوبَهم

وَلا عَيْبَ إِلا مِثْلَ مَا فِيكَ يُذْكَرُ

فَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي فِيكَ مِثْلُهُ

فَكَيْفَ يَعِيبُ الْعُورَ مَنْ هُوَ أَعْوَرُ

وَإِنْ عِبْتَ قَوْمًا بِالَّذِي لَيْسَ فِيهِمْ

فَذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ وَاللهُ أَكْبَرُ ... >?

آخر: ... قَبِيحٌ مِن الإِنْسَانِ يَنْسَى عُيُوبَهُ ... وَيَذْكُرْ عَيْبًا فِي أَخِيهِ قَدْ اخْتَفَى

وَلَوْ كَانَ ذَا عَقْلٍ لَمَا عَابَ غَيْرَهُ ... وَفِيهِ عُيُوبٌ لَوْ رَآهَا بِهَا اكْتَفَى

آخر: ... وَمَطْرُوفَةٍ عَيْنَاهُ عَنْ عَيْبِ نَفْسِهِ ... وَإِنْ بَانَ عَيْبٌ مِنْ أَخِيهِ تَبَصَّرَا

آخر: ... أَتَبُصْرُ فِي الْعَيْنِ مِنّيْ الْقَذَا ... وَفِي عَيْنِكَ الْجِذْعُ لا تُبْصِرُ

وَلا أَحْسَنَ مِن الإِعْرَاضِ عَن السفيه والدني قال بَعْضهمْ:

إِذَا جَارَيْتَ فِي خُلُقِ دَنِيئًا ... فَأَنْتَ وَمَنْ تُجَارِيهِ سَوَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>