للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرعية بطش بطش الجبارين، فإذا اشتهت نَفْسهُ قذف شخص قذفه مهما كَانَ نقي العرض وإذا اشتهت نَفْسهُ سب إنسان وشتمه سبه وشتمه بل ولعنه والعياذ بِاللهِ وإذا اشتهت نَفْسهُ غيبة غَافِل أو بهته إغتابه وبهته وإذا اشتهت نَفْسهُ ضربه مال عَلَيْهِ وضربه ضربًا لا رحمة معه وإذا همت بأكل ماله نفذ ذَلِكَ بغاية الجرأة والوقاحة وبطرق شتى مسلكها يهون وإن سولت له نَفْسهُ أن يطعن بنسب إنسان وحسبه طعن طعنًا تقشعر منه الأبدان وإذا زينت له نَفْسهُ أن يقتل إنسانَا أراق دمه في الحال غير مفكر وغير متندم وهكَذَا من توغل في الظلم وأمن العقوبة لا يقوم في نَفْسهُ لون من الظلم إِلا نفذه مسرعًا كأنه لا يؤمن بالبعث ولا بالموت ولا بأن الجزاء واقع على الأعمال ولذَلِكَ تَرَى نيران الظلم تلتهب في أنحاء الدُّنْيَا بحالة تزعج الناظرين ولَقَدْ غفل النَّاس عن عواقب الظلم دنيًا وأخرى ولو علموا أن شقاء الدُّنْيَا والآخِرَة وليد الظلم وأثر مِمَّا له من آثار ما دنا من الظلم أحد ولو لبهيم لا يحسب له أدنى حساب فالظلم يتغير منه قلب المظلوم ويتفاوت التغير بتفاوت ما للظلم من مقدار وعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ الظلم يكون الْغَضَب والانتقام، خصوصًا إذا كَانَ المظلوم ضعيفًا لا ناصر له.

شعرًا:

خَفِ اللهَ فِي ظُلْمِ الْوَرَى وَاحْذَرَنَّهُ ... وَخَفْ يَوْمَ عَضّ الظَّالِمِينَ عَلَى اليدِ

وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ يُهْمِلُ خَلْقَهُ ... وَلَكِنَّهُ يُمْلِي لِمَنْ شَاءَ إِلَى الْغَدِ

آخر: ... إِذَا مَا الظَّلُومُ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهَبًا ... وَلَجَّ عُتُوًا فِي قَبِيحِ اكْتِسَابِهِ

فَكِلْهُ إِلَى صِرْفِ إلَّيالي فَإِنَّهَا ... سَيَبْدُوا لَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ

فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِمًا مُتَمَرِّدًا ... يَرَى النَّجْمَ تِيهًا تَحْتَ ظِلِّ رِكَابِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>