للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها» . قال بَعْضهمْ:

يَا هَاتِكًا حَرَمَ الرِّجَالِ وَتَابِعًا

طُرُقَ الْفَنَادِ فَأَنْتَ غَيْرُ مُكَرَّمِ

مَنْ يَزْنِ فِي قَوْمٍ بِأَلْفَيْ دِرْهَمْ

فِي أَهْلِهِ يُزْنَى بِرُبْعِ الدِّرْهَمِ

إِنَّ الزِّنَا دِينٌ إِذَا اسْتَقْرَضْتَهُ

كَانَ الْوَفَاءُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ ... >?

وإنه لينذر جدًا أن تَرَى فاجرًا من بيت عفيف أو عفيفًا من بيتٍ فاجر وإن وَجَدَ ذَلِكَ على ندرته فَلا بُدَّ وَاللهُ أَعْلَمُ أن يكون من تأثير بيئة أخرى غير بيئة المنزل التي هِيَ المزرعة الأولى لبذور الأَخْلاق.

شِعْرًا: ... أَرَى صَاحِبَ النِّسْوَانِ يَحْسَبُ أَنَّهَا ... سَوَاءٌ وَبُونٌ بَيْنَهُنَّ بَعِيدُ

فَمِنْهُنَّ جَنَّاتٌ يَفِيءُ ضَلالُهَا ... وَمِنْهُنَّ نِيْرَاةٌ لَهُنَّ وَقُودُ

آخر: ... بَعْضُ النِّسَاءِ وَإِنْ عُرِفْنَ بِعِفَّمةٍ ... جِيَفٌ عَلَيْهِنَّ النُّسُورُ الْحُوَّمُ

اليوم عِنْدَكَ جِيدُهَا وَحَدِيثُهَا ... وَغَدًا لِغَيْرِكَ عَطْفُهَا وَالْمُعْصَمُ

كَالْخَانِ تَنْزِلُهُ وَتَصْبِحُ رَاحِلاً ... عَنْهُ وَيَنْزِلُ فِيهَا مَنْ لا يَعْلَمُ

وأولى النَّاس بالعفة والحرص على التحلي بفضيلتها والابتعاد عن مواقع الريب هم الْعُلَمَاء والعظماء لأنهم قدوة يقتدى بِهُمْ.

أقوالهم مأثورة، وأفعالهم منظورة، وهفواتهم عظائم، وزلاتهم من أكبر الجرائم فعَلَيْهمْ أن يعرفوا أقدار أنفسهم ويقدروا لها موضعها من الكرامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>