للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الحَاجِيَّاتِ التِي تُؤْخَذُ خِلْسَةً وَتُخْتَطَفُ فِي غَفْوَةٍ، أَوْ تُؤْخَذُ رَغْمًا وَكُرْهًا فِي صَحْوٍ وَيَقَظَةٍ، بَاقِيَةٌ لأَصْحَابِهَا سَتَقْضُونَهَا مِنْ حَسَنَاتِكِمْ، وَتُؤَدُّونَهَا مِنْ مُبَرَّاتِكُمْ، إِنْ كَانَتْ لَكُمْ حَسَنَاتٌ وَمَبَرَّاتٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَخَذَ مِنَ خَطَايَا أَصْحَابِهَا فَطُرِحَتْ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ تُلْقَوْنَ بِهَا فِي النَّارِ، فَاتَّقُوا اللهَ، وَتَحَرُّوا الكَسْبِ الطَّيِّبْ، فَقْدَ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتْدَرُونَ مَنِ المُفْلِسْ» ؟ قَالُوا: المُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعٌ، فَقَالَ: «إِنَّ المُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مِنْ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي وَقَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَّ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ» .

شِعْرًا: ... خَفِ اللهَ وَانْظْرِ فِي صَحِيفَتِكَ التِي

حَوَتْ كُلَّمَا قَدَّمْتَهُ مِنْ فِعَالِكَا

فَقَدْ خَطَّ فِيهَا الكَاتِبَانِ فَأَكْثَرَا

وَلَمْ يَبْقَ إِلا أَنْ يَقُولا فَذَالِكَا

وَوَاللهِ مَا تَدْرِي إِذَا مَا لَقِيتَهَا

أَتُوضَعُ فِي يُمْنَاكَ أَوْ فِي شَمِالِكَا

وَلا تَحْسَبَنَّ المَرْءَ يَبْقَى مُخَلَّدًا

فَمَا النَّاسُ إِلا هَالِكٌ فَابْكِ هِالِكَا

آخر: ... إِذَا انْقَطَعْتْ أَعْمَالُ عَبْدٍ عَنِ الوَرِى

تَعَلَّقَ بِالرَّبِ الكَرِيمِ رَجَاؤُهُ ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>