آخر: ... قَصَرَ اللَّيَالي خَطْوَهُ فَتدانَى ... وَحَنَوْنَ قَائِمَ صُلْبِهِ فَتَحَانَا
وَالْمَوْتُ يَأْتِي بَعْد ذَلِكَ كُلِّهِ ... وَكَأَنَّمَا يَعْنِي بِذَاكَ سِوَانَا
آخر: ... لأَمْرٍ مَا بَكيتُ وَهَاجَ شَوْقِي ... وَقَدْ سَجَعَتْ عَلَى الأَيْكِ الْحَمَامُ
لأَنَّ بَيَاضَهَا كَبَيَاضِ شَيْبِي ... فَمَعْنَى شَجْوِهَا قُرْبُ الْحِمَامِ
آخر: ... لِلضَّيْفِ أَنْ يُقْرَأ وَيُعْرَفَ حَقُّهُ ... وَالشَّيْبُ ضَيْفُكَ فَاقْرِهِ بِخِضَابِ
وَافَى بأَكْذَبَ شَاهِدٍ وَلَرُبَّمَا ... وَافَى الْمَشِيبُ بِشَاهِدٍ كَذَّابِ
فَافْسَخْ شِهَادَتَهُ عَلَيْكَ بِخَضْبِهِ ... تَنْفِي الظُّنُونَ بِهِ عَنِ الْمُرْتَابِ
فَإِذَا دَنَا وَقْتُ الْمَشِيبِ فَخَلِّهِ ... واَلشَّيْبُ يَذْهَبُ فِيهِ كُلَّ ذَهَابِ
آخر: ... لِمَّا سَئَمْتُ مِن الْمَشِيبِ أَجَبْتُهُم ... قَوْلَ امْرءٍ فِي أَمْرِهِ لَمْ يَمْذِقِ
طَحَنَ الزَّمَانُ بِرَيْبِهِ وَصُرُوفِهِ ... عُمْرِي فَثَارَ غُبَارَهُ فِي مَفْرِقَيْ
آخر: ... لَمَّا رَأَتْ شَيْبِي تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ... وَرَأتُهُ مُحْتَجِبًا وَرَاءَ حِجَابِ
قَالَتْ خَضِبْتَ فَقُلْتُ شَيْبِي إِنَّمَا ... لَبِسَ الْحِدَادَ عَلَى ذَاهَابِ شَبَابِي
وبالتالي فَإِنَّ الْغِشَّ مَعْصِيَةٌ للهِ وَلِرَسُولِهِ، وَأَنَّهُ لا يَفِيدُ صَاحِبَهُ إِلا الْوَزْرَ، وَالْخِزْيَ الْعَاجِلَ وَالآجِلَ إِنْ لَمْ يَتُبْ، وَالْعَارْ (ثَالِثًا) : أَنَّ الْغِشَّ يُضَيِّعُ الثِّقَةَ، وَأَنَّهُ مِمَّا يَجْلِبُ الْهَمَّ وَالْغَمَّ، وَأَنَّهُ حَجَرٌ فِي طَرِيق تَقَدُّمِ صَاحِبِ الْعَمَلِ، وَأَنَّ النَّاسَ إِذَا عَرَفوُهُ بِذَلِكَ انْصَرَفُوا عَنْهُ، وَأُغَِْقَ فِي وَجْهِهِ أَبْوَابُ الرِّبْحِ.
وَمِنْ جِنَايَاتِ الْغِشِّ عَلَى صَاحِبِه أَنَّ الْبَرَكَةَ تَذْهَبُ مِن عَمَلِ يَدَيْهِ، وَرُبَّمَا دَارَتْ عَلَيْهِ أَوْ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ الدَّوَاِئرْ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ نَفْسَ صَاحِبِه خَبِيثَةٌ طَاغِيَةٌ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ صَاحِبُه يُعْتبَرُ مِمَّنْ يَأْكُلُ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ.