للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«ألا أحدثكم بوصية نوح ابنه. قال: آمرك باثنين، وأنهاك عن اثنين: أمرك بقول لا إله إِلا الله، فإنها لو كانَتْ في كفة والسماوات والأَرْض في كفة وزنتها، ولو وضعتها على حلقة قصمتها.

وقل: سبحان الله وبحمده فإنها عبادة الخلق، وبها تقطع أرزاقهم، فإنهما يكثران لمن قالها الولوج على الله عَزَّ وَجَلَّ، وأنهاك عن الشرك والكبر، فإن الله محتجب عنهما فَقَالَ له بعض أصحابه: أمن الكبر أن يكون لي الدابة النجيبة؟ قال: لا. قال: أمن الكبر أن يكون لي الثوب الحسن؟ قال: لا. قال: أفمن الكبر أن يكون لي الطعام أجمَعَ عَلَيْهِ النَّاس؟ قال: لا.

إنما الكبر أن تسفه الحق، وتغمص الخلق، وَإِيَّاكَ والكبر والزهو، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ لا يحبهما، وبلغني عن بعض الْعُلَمَاء أنه قال: «يحشر المتكبرون يوم القيامة في صور الذر تطؤهم النَّاس بتكبرهم على الله عَزَّ وَجَلَّ» .

وَسَلْ الْعِيَاذَ مِنَ التَّكَبُّرِ وَالْهَوَى ... فَهُمَا لِكُلِّ الشَّرِ جَامِعَتَانِ

وَهُمَا يَصُدَّانِ الْفَتَى عَنْ كُلِّ طُرْ ... قِ الْخَيْرِ إِذْ فِي قَلْبِهِ يَلْجَانِ

فَتَرَاهُ يَمْنَعُهُ هَوَاهُ تَارَةً ... وَالْكِبْرُ أُخْرَى ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ

وَالله مَا فِي النَّارَ إِلا تَابِعٌ ... هَاذَيْنِ فَاسْئَلْ سَاكِنِ النِّيرَانِ

آخر: ... قُلْ لِلْوَضِيعِ إِذَا تَكَبَّرَ لا تُبَلْ ... تِهْ كُلَّ تِيْهِكَ بالْوِلاية والْعَمَلْ

مَا ازْدَدْتَ حِينَ وَلَيْتَ إِلا خِسَّةً ... كَالْكَلْبِ أَنْجَسُ مَا يَكُونُ إِذَا اغْتَسَلْ

اللَّهُمَّ يا من بيده خزائن السماوات والأَرْض، عافنا من محن الزمان، وعوارض الفتن، فإنا ضعفاء عن حملها، وإن كنا من أهلها، اللَّهُمَّ وفقنا لصالح الأعمال، ونجنا مِنْ جَمِيعِ الأهوال، وأمنا من الفزع الأكبر يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>