للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعْنِي في غَزْوَةِ تَبُوكَ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَنْ عَوْفٍ بأَرْبَعَةِ آلافٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَالِي ثَمَانِيَةُ آلافٍ جِئْتُكَ بِنِصْفِهَا وَأَمْسَكْتُ بِنِصْفِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيمَا أَمْسَكْتَ وَفِيمَا أَعْطَيْتَ» . وَجَاءَ أبُو عُقَيْل بَصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولُ للهِ أَصَبْتُ صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ صَاعٍ أَقْرَضْتُهُ لِرَبِّي، وَصَاعِ لِعِيالِي. قَالَ: فَلَمَزَهُ الْمُنْافِقُونَ، وقاَلُوا: مَا أَعْطَى ابْنُ عَوْفٍ إلا رِياءُ، وقَالُوا: أَلَمْ يَكُنْ اللهُ وَرَسُولُهُ غَنَيِّينِ عَنْ صَاعِ هَذَا، وَهَكَذَا كَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يَجْعَلُونَ مَا نَالُوا مِنَ الدُّنْيَا وَسِيلَةً إلى الآخرة.

شِعْرًا: ... ألا إنَّ رِزْقَ الله لَيْسَ يَفوتُ ... فلا تُرَعَنْ إِنَّ القَليلَ يَقُوتُ

رَضِيتُ بِقسْمِ الله حَظًّا لأنَّهُ ... تكفَّلَ رِزْقِي مَنْ لَهُ الْمَلَكُوتُ

سَأَقنعُ بالمالِ القَليلِ لأنني ... رَأَيتُ أَخَا المالِ الكثِيرِ يمُوتُ

آخر:

إذا اكْتَسَب المالَ الفَتَى مِنْ وُجُوهِهِ

وَأحْسَنَ تَدبِيرًا لَهُ حِينَ يَجْمَعُ

وَمَيَّزَ فِي إنْفَاقِهِ بَيْنَ مُصْلِحٍ

مَعِيشَتَهُ فِيمَا يَضُرُ وَيَنْفَعُ

وَأرْضَى بِهِ أَهْلَ الحُقُوقِ وَلَمْ يُضِعْ

بِهِ الذُّخْرَ زَادًا لِلَّتِي هِيَ أَنْفَعُ

فَذَاكَ الفَتَى لا جَامِعَ الْمَالِ ذَاخِرًا

لأولادِ سُوءٍ حَيْثُ حَلُّوا وَأَوْضَعُوا

آخر:

فَكَّرْتُ في المالِ وفي جَمْعِهِ ... فَكَانَ مَا يَبْقَى هُوَ الفَانِي

وَكَانَ مَا أَنْفَقْتُ في أوجهِ الـ ... ـبرِّ بِمَعْرُوفٍ وَإحْسَانِ

هو الذي يَبْقَى وَأَجْزَي بِهِ ... يَوْم يُجازَى كُلُّ إنْسَانِ

اللَّهُمَّ أنْظُمْنَا في سِلْكِ الْفَائِزِنَ بِرِضْوانِكَ، واجْعَلْنَا مِنْ الْمُتَّقِينَ الذِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>