للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلا لا ينفعك إِلا خَيْر لوجه الله أمضيته، أو خصم أرضيته، أو قريب وصلته وأعطيته، أو والدة أو والد بريته.

انتبه يا نائم واستقم يا قائم وأكثر من الزَادَ فإن الطَرِيق بعيد والبحر عميق وخفف الحمل فإن الصراط دقيق وأخلص الْعَمَل فإن الناقَدْ بصير.

وأخر نومك إلى القبر وفرحك إلى الميزان وشهواتك وراحتك إلى الآخِرَة ولذاتك إلى الحور العين.

وتقرب إِلَى اللهِ جَلَّ وَعَلا بحب أَهْل الطاعة وبغض أَهْل المعاصي واهجرهم وتباعد عنهم وَاحْذَر وحَذِّر عنهم واسأل ربك الثبات على الإِيمَان حتى الْمَمَات.

ومن كلام بَعْضهمْ أما تسمعون أيها النَّاس داعي الموت يدعوَكَمْ، وحاديه يحدوَكَمْ أما ترون صرعاه في منازلكم وقتلاه بين أيديكم ففيم التصامم عن الداعي والتشاغل عن الحادي والتعامي عن مصارع القتلى والتغَافِل عن مشاهدة الهلكى، فرحم الله امرأً أيقظ نَفْسهُ في مهلة الحياة قبل أن توقظه روعة الْمَمَات، واستعد لما هُوَ آت قبل الانبتات، وحلول الفوات، وكأن الحكم قَدْ وقع والخطاب قَدْ ارتفع، أعرض من أعرض وسمَعَ من سمَعَ.

شِعْرًا: ... قَطَعْتُ زَمَانِي حِينًا فَحِينَا ... أُدِير مِن اللَّهْوِ فِيهِ فُنُونَا

وَأَهْمَلْتُ نَفْسِي وَمَا أهْمِلَتْ ... وَهَوَّنْتَ مِنْ ذَاكَ مَا لَمْ يَهُونَا

وَرُبَّ سُرُورٍ شَفَى غَلَّةً ... وَوَلَّى فَأعْقَبَ حُزْنًا رَصِينَا

وَكَمْ آكِلُ سَاعَةٍ مَا يُرِيد ... يُكَابِدُ مَا أَوْرَثْتَهُ سِنِينَا

وَمَا كَانَ أَغْنَى الْفَتَى عَنْ نَعِيمٍ ... يَعُودُ عَلَيْهِ عَذَابًا مُهِينَا

وَكَمْ وَعَظَتْنِي عِظَاةُ الزَّمَانِ ... لَوْ أَنِّي أُصِيخ إِلَى الْوَاعِظِينَا

وَكَمْ دَعَانِي دَاعِي الْمَنُونِ ... وَأَسْمَعَ لَوْ كُنْتَ فِي السَّامِعِينَا

<<  <  ج: ص:  >  >>