للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصلى على نبيه ?، ثُمَّ قال: أيها النَّاس، إن الدُّنْيَا دار ممر، والآخِر دار مقر فخذوا من دار ممركم، ولا تهتكوا أستاركم عَنْدَ من لا تخفى عَلَيْهِ أسراركم، فإنه لن يستقبل أحدٌ يومًا من عمره إِلا بفارق آخر من أجله، وإن أمس موعظة، واليوم غنيمة، وغدًا لا يدري من أهله. فاستصلحوا ما تقدمون عَلَيْهِ، واقنوا ما لا ترجعون إليه، واخرجوا من الدُّنْيَا بقلوبكم قبل أن تخَرَجَ منها أبدانكم، ففيها خلقنم، وإلى غيرها ندبتم. وإنه لا قوي أقوي من الخالق، ولا ضعيف أضعف من مخلوق، ولا هرب من الله إِلا إليه، وكيف يهرب من يتقلب في يدي طالبه، و {كُلّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} عصمنا الله وإياكم من الزلل ووفقنا لصالح الْعَمَل وهدانَا بفضله سبيل الرشاد وطَرِيق السداد إنه جل شأنه نعم المولى ونعم النصير.

... لا يَخْدَعَنَّكَ صِحَّةٌ وَفَرَاغ

مَا لا يَدُومُ عَلَيْكَ فَهُوَ مُعَارُ

يَغْشَى الْفَتَى حُبَّ الْحَيَاةِ وَزِينَةَ الدُّ

نْيَا وَيَنْسَى مَا إليه يُصَارُ

وَإِذَا الْبَصَائِرُ عَنْ طَرَائِقِ رُشْدِهَا

عَمِيَتْ فَمَاذَا تَنْفَعُ الأَبْصَارُ

لا تَغْتَرِرْ بِالدَّهْرِ إِنْ وَافَاكَ فِي

حَالٍ يَسُرُّكَ إِنَّهُ غَرَّارُ

انْظُرْ إِلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَاعْتَبِرْ

سَتَصِيرُ عَنْ قُرْبٍ إِلَى مَا صَارُوا

آخر: ... النَّاسُ فِي غَفْلَةٍ عَمَّا يُرَادُ بِهُمْ

وَمِمَّا يُفِيقُونَ حَتَّى يَنْفَدَ الْعُمُرُ ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>