وَيَتَمَيَّزُ غَيْظًا إذا فَاتَهُ مِنْهُ القَلِيلُ وَبُودّه لَوْ ضَمَّ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ إِلى مَا فِي يَدِهِ لا يَتَلذَّذُ بِمَأْكَلِ وَلا بِمَشْرَبٍ وَلا يَرْتَاحُ لِمُنَادَمَةِ جَلِيسٍ لاشْتِغَالِ قَلْبِهِ بِهِ فَهَذَا هُوَ الفَقِيرُ حَقًّا المَحْرُومْ صِدْقًا وَصَدَقَ مَنْ قَالَ:
آخر:
وذي حِرْصٍ تَرَاهُ يَلُمُّ وَفْرًا ... لِوَارثهِ وَيَدْفعُ عن حِمَاهُ
كَكَلْبِ الصَّيْد يُمْسِكُ وَهُوَ طَاوٍ ... فَرِيَستَهُ لِيَأْكُلَهَا سِوَاهُ
أَصْبَحَت الدُّنْيَا لَنَا عِبْرَةً ... والْحَمْدُ لله عَلى ذالِكَا
قَدْ أَجْمَعَ النَّاسَ على ذَمِّهَا ... وَمَا أَرَى مِنْهُمْ لَهَا تَارِكَا
يُفْنِي البَخِيلُ بجَمْعِ المالِ مُدَّتَهُ ... وَلِلْحَوَادِثِ وَالوُرَّاثِ مَا يَدَعُ
كَدُودَةِ القَزِّ مَا تَبْنِيهِ يَهْدِمُهَا ... وَغَيْرُهَا بالذي تَبْنِيهِ يَنْتَفِعُ
آخر: ... إِذَا زَادَكَ الْمَالُ افْتِقَارًا وَحَاجَةً ... إِلى جَامِعِيهِ فَالثَّرَاءُ هُوَ الفَقْرُ
وَمَنْ يُنْفِقْ السَّاعَاتِ في جَمْعِ مَالِهِ ... مَخَافَة فَقْرٍ فَالذي فَعَلَ الفَقْرُ
اللَّهُمَّ يسِّرْ لَنَا أَمْرَ الرِّزْقِ وَاعْصِمْنَا مِنْ الحِرْصِ وَالتَّعبِ فِي طَلَبِهِ وَمَنْ شَغْل القَلْبِ وَتَعَلُّقِ الهَمِّ بِهِ، وَمِنْ الذُّلِّ لِلْخَلْقِ بِسَبَبِهِ وَمِنْ التَّفْكِير والتَّدْبِيرِ فِي تَحْصِيلِهِ، وَمَنْ الشُّحِّ وَالحِرْصِ عَلَيْهِ بَعْدَ حُصُولِهِ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينََ الأحْيَاءِ منْهُمْ والمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِين.
مَوْعِظَةٌ: عِبَادَ اللهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَزيزِ العَلام الحَيِّ القَيُّومِ الذي لا يَنَامُ وَأُوصِيكُمْ في مُعَامَلَتِهِ بِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ فِي الأَقْدَامِ وَالأَحْجَامِ وَالفَزَعِ إِلَيْهِ عِنْدَ تفَاقُمْ الشَّدَائِدِ واشْتِبَاهِ الأَحْكامِ، وَالاعْتِمَادِ عَلَيْهِ فِي الدَّقِيقِ وَالجَلِيل، والتَّسْلِيم لَهُ في النَّقْض وَالإِبْرَام، وَالرَّغْبَةِ فِيمَا لَدَيْهِ فَبيَدَيهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute