.. وَنَادَى بِصَوْتٍ مزْعَجٍ مُتَكَلِّمًا
وَبَاتَ حَزِينًا قَلْبُه مُتَكَلِّمًا
وَقامَ عَلى سَاقٍ لِحَرَّاهُ مُعْلِمًا
وَنَاحَ عَلَيْهَا آسِفًا مُتَظَلِّمًا
وَبَاتَ بِمَا فِي صَدْرِهِ غَيْرَ كَاتِمِ
فَذَا شَأْنُ أَهْلِ الْغَيِّ وَالْجَهْلِ وَالرَّدَى
إِذَا انْتُقِصُوا الدُّنْيَا أَصَارُوا الثَّرَى نَدَى
وَبَكُوا وَأَبْكُوا كُلَّ مَنْ رَاحَ أَوْ غَدَا
فَأَمَّا عَلَى الدِّين الْحَنِيفِيِّ وَالْهُدَى
وَمِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ ذَاتِ الدَّعَائِمِ
وَلَوْ قُطَّعَتْ فِي كُلِّ أَرْكَانِهَا الْقُوَى
وَلَوْ سَلَكْت كُلُّ الْوَرَى سُبْلَ مَن غَوَى
أَوْ اتَّخَذَ الْمَخْلُوقُ مَعْبُودَهُ الْهَوَى
فَلَيْسَ عَلَيْهَا وَالذِي فَلَقَ النَّوَى
مِن النَّاسِ مَنْ بَاكٍ وَآسٍ وَنَادِمِ
بُنُودٌ لَهَا فِيمَا مَضَى بَيْنَنَا انْتَفَتْ
وَكُلُّ مُحَامِيٍّ لَهَا مَالَ وَالْتَفَتْ
وَمَحْبُوبُنَا مَنْ أَبْغَضَتْهُ وَمَنْ نَفَت
وَقَدْ دَرَسَتْ مِنْهَا الْمَعَالِمُ بَلْ عَفَتْ
وَلَمْ يَبْقَ إِلا الإِسْمِ بَيْنَ الْعَوَالِمِ