للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَضَحَكَ رَسُولُ اللهِ ? حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. ثُمَّ قَالَ: «اسْتَقَادَ لَهَا سَعْدٌ أَجَابَ اللهُ دَعْوَتَكَ وَسَدَّدَ رَمْيَتَكْ» .

وَكَانَ شَمَّاسُ بن عُثْمَانَ بن الشَّرِيدِ الْمَخْزُومِي لا يَرْمِي رَسُولَ اللهِ ? بَصَرَهُ يَمِينًا وَلا شِمَالاً إِلا رَآهُ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ بِسَيْفِهِ حَتَّى غُشِيَ رَسُولُ اللهِ ? فَتَرَّسَ بِنَفْسِهِ دُونَهُ حَتَّى قُتِلَ رَحِمَهُ اللهُ.

وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَامِيًا شَدِيدَ الرَّمْي فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ بَيْنَ يَدَي رَسُولِ اللهِ ? وَصَارَ يَرْمِي عَنْهُ وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ ? كُلَّمَا مَرَّ بِهِ أَحَدٌ مِن أَصْحَابِهِ مَعَهُ كِنَانَةٌ يَقُولُ لَهُ: أُنْثُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ.

وَكُلَّمَا رَمَى أَبُو طَلْحَةَ سَهْمًا نَظَرَ رَسُولُ اللهِ ? مِنْ وَرَائِهِ لِيَرَى مَوْقِعَ السَّهْمِ فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ بَأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لا تَنْظُرْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دَوْنَ نَحْرِكَ وَوَجْهِي لِوَجْهِكَ فِدَاءٌ.

وَتَرَّسَ أَبُو دُجَانَةَ بِنَفْسِهِ دُونَ رَسُولِ اللهِ ? فَجَعَلَ النَّبْلُ يَقَعُ فِي ظَهْرِهِ وَهُو مُنْحَنٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ ? حَتَّى كَثَر فِيهِ النَّبْلُ وَرَمَى سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ دُونَ رَسُولِ اللهِ ? فَجَعَلَ رَسُولِ اللهِ ? يُنَاوِلُهُ النَّبْلَ وَهُوَ يَقُولُ: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» . حَتَّى إِنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ السَّهْمَ مَالَهُ نَصْلٌ فَيَقُولُ لَهُ: «ارْمِ بِهِ» فَيَرْمِي بِهِ.

وَدَافَعَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ ? أُمُّ عِمَارَةَ وَهِي نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبِ الْمَازِنِيَّةُ وَكَانَتْ تَسْقِي النَّاسَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمَّا رَأَتْ رَسُولَ اللهِ ? قَدْ أُحِيطَ بِهِ وَانْهَزَمَ عَنْهُ النَّاسُ وَضَعَتْ سِقَاءَهَا وَأَخَذَتْ سَيْفًا فَجَعَلَتْ تُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ وَإِنَّهَا لَحَاجِزَةٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>