للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ بَرَزَ والسَّيْفُ في يَدِهِ، وَقَدْ افْتَرَقُوا عَنْهُ وَجَعَلَ يَحْمِلُ عَلَى فِرْقَةٍ مِنْهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَهْرَبُوْنَ.

وَقَامَ زِيَادُ بن السَّكَنِ فِي نَفَرٍ مِن الأَنْصَارِ فَقَاتَلُوا دُونَ رَسُولِ اللهِ ? رَجُلاً ثُمَّ رَجُلاً وَهُمْ يُقْتَلُونَ دُونَهُ حَتَّى كَانَ آخِرُهُمْ زِيَادُ فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحُ فَوَسَّدَهُ رَسُولُ اللهِ ? رِجْلَهُ حَتَّى مَاتَ.

وَمَاتَ مُصْعَبُ بن عُمْيَرٍ دُونَ رَسُولِ اللهِ ? وَهُوَ يَتَلَقَّى عَنْهُ ضَرْبَةً قَدْ سُدِّدَتْ إِلَيْهِ قَتَلَهُ ابنُ قَمِئَةَ وَهُوَ يَحْسِبُهُ رَسُولَ اللهِ وَذَهَبَ يُذِيعُ بَيْنَ الْكُفَّارِ.

وَقَدْ مَاتَ فِي ذَلِكَ دُونَ رَسُولِ اللهِ ? خَلْقٌ كَثِيرٌ كُلُّهُمْ يُفَدِّيهِ بِنَفْسِهِ وَيَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَدُّوِ حَتَّى يُصْرَعَ.

وَرَوَى الْوَاقِدِي عَنْ سُفْيَانَ بن عُيَيْنَةَ قَالَ: لَقَدْ أُصِيبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ ? يَوْمَ أُحُدٍ نَحْوٍ مِنْ ثَلاثِينَ كُلُّهُمْ يَجِيءُ حَتَّى يَتَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ: وَجْهِي لِوَجْهِكَ الْفِدَاءُ وَنَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ وَعَلَيْكَ سَلامُ اللهِ غَيْرَ مُوَدَّعٍ.

ثُمَّ عَرَفَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? لا يَزَالُ حَيًّا فَأَحَاطُوا بِهِ حَتَّى كَشَفُوا عَنْهُ الْعَدُوَّ.

وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ عَرَفَ رَسُولَ اللهِ ? كَعْبُ بنُ مَالِكٍ قَالَ: عَرَفْتُ عَيْنَيْهِ تَزْهُرَانِ مِنْ تَحْتِ الْمِغْفَرِ فَنَادَيْتُ بَأَعْلَى صَوْتِي: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَبْشِرُوا هَذَا رَسُولُ اللهِ ? فَأَشَارَ إِليَّ رَسُولُ اللهِ ? أَنْ أَنْصِتْ.

وَفَاءَتْ إِلى رَسُولِ اللهِ ? جَمَاعَةٌ مِن الْمُسْلِمِينَ فَنَهَضُوا بِهِ إِلى الشَّعْب فَاحْتَمَى بِهِ مَعْ مَنْ كَانَ يَحْتَمِي هُنَاكَ مِنْ أَصْحَابِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>