للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ثُمَّ قال: بمِ يأمركم؟

قلت: يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف.

قال: إن يكن ما تقول فيه حقّاً فإنه نبي وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أكن أظنه منكم ولو أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، ولَيَبْلُغَنَّ ملكُه ما تحت قدميّ.

قال: ثُمَّ دعا بكتاب رسول الله ? فقرأه فإذا فيه:

((بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أَمَّا بعد فإنِّي أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تَسْلَم وأسلم يؤتِك الله أجرك مرّتين وإن تولَّيت فإنّ عليك إثم الأريسيّين و {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} )) .

فلمَّا فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط وأمر بنا فأُخرجنا.

قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمِرَ أمْرُ ابن أبي كبشة إنَّه ليخافه ملك بني الأصفر! .

قال: فما زلت موقناً بأمر رسول الله أنَّه سيظهر حتى أدخل عليّ الإسلام.

شِعْرًا: ... عَلَيْكَ بِمَا يُفِيدُكَ فِي الْمَعَادِ ... وَمَا تَنْجُو بِهِ يَوْمَ التَّنَادِ

فَمَالَكَ لَيْسَ يَنْفَعُ فِيكَ وَعْظٌ ... وَلا زَجْرٌ كَأَنَّكَ مِنْ جَمَادِ

سَتَنْدَمُ إِنْ رَحَلْتَ بَغِيْرِ زَادٍ ... وَتَشْقَى إِذْ يُنَادِيكَ الْمُنَادِي

فَلا تَفْرَح بِمَالٍ تَفْتَنِيهِ ... فَإِنَّكَ فِيهِ مَعْكُوسُ الْمُرَادِ

وَتُبْ مِمَّا جَنَيْتَ وَأَنْتَ حَيٌّ ... وَكُنْ مُتَنَبِّهاً مِنْ ذَا الرُّقَادِ

اللَّهُمَّ اجْعَلْ قُلُوبَنَا مَمْلُؤةً بِحُبِّكَ وَأَلْسِنَتِنَا رَطْبَةً بِذِكْرِكَ وَنُفُوسَنَا مُطِيعَةً لأَمْرِكَ وَأَمِّنَّا مِنْ سَطْوَتِكَ وَمَكْرِكْ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي دِينَنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>