للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بعضهم:

تَنَكَّر مَنْ كُنَّا نُسَر بِقُرْ بِهِ ... وَصَارَ زُعَافًا بَعْدَ مَا كَان سَلْسَلا

وَحُقَّ لِجَارٍ لَمْ يُوَافِقْهُ جَارَهُ ... وَلا لا أَمَتْهُ الدّرُ أنْ يتحَوَّلا

آخر: ... كُنْ لَيِّنًا لِلْجَارِ وَأحْفَظْ حَقَّهُ ... كَرَمًا ولا تَكُ لِلْمُجَاوِرِ عَقْرَبا

وَأحْفَظْ أَمَانَتَهُ وكُنْ عِزًا لَهُ ... أَبَدًا وَعَمَّا سَاءهُ فَتَجَنَّبَا

علامة صحة الإرادة أن يكون همُّ المريد رضاءَ ربه واستعداده للقائه وحزنه على وقت في غير مرضاة ربه وأسفه على قربه والأنس به وجماع ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره.

وَقَالَ: أعظم الإضاعات هما أصل كل إضاعة القلب وإضاعة الوقت، فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة وإضاعة الوقت من طويل الأمل.

فاجتمع الفساد كله في أتباع الهوى وطول الأمل والصلاح كله في أتباع الهدى والاستعداد للقاء الله والله المستعان.

الناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين وليس لهم حظٌ عن رحالهم إلا في الجنة أو النار والعاقل يعلم أن السفر مبني على المشقة وركوب الأخطار.

ومن المحال عادة أن يطلب فيها نعيم ولذة وراحة إنما ذلك بعد انتهاء السفر ومن المعلوم أن كل وطأة قدم أو كل آن من آنات السفر غير واقفة ولا المكلف واقف. وقد ثبت أنه مسافر على الحال التي يجب أن يكون المسافر عليها من تهيئة الزاد الموصل وإذا نزل أو نام أو استراح فعلى قدم الاستعداد للسير.

حُكْمُ الْمَنِيَّةِ فِي الْبَرِيَّةِ جَارِ ... مَا هَذِهِ الدُّنَيا بِدَارِ قَرَارِ

جُبلَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنَتَ تُرِيْدُهَا ... صَفْوًا مِنْ الأقْذَارِ والأكْدَارِ

فاقْضُوا مَآرِبَكُمْ عِجَالاً إِنَّمَا ... أَعْمَارُكُمْ سَفَرٌ مِنْ الأسْفَارِ

<<  <  ج: ص:  >  >>