للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَمَنْ نَظَرَ الدُّنْيَا بِعَينٍ حَقِيْقَةً ... تَيَقَنَ أنَّ الْعَسْشَ سَوْفَ يَزُوْلُ

وَمَا هَذِهِ الأيَّامُ إِلا فَوَارِسٌ ... تُطَارِدُنَا وَالنَّائِبَاتُ خُيُولُ

وَقَالَ بعضهم العجلة تحسن في تجهيز الميت، وتزويج البنت إذا بلغت، وقطف الثمرة إذا استوت، وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا فرط، وإطعام الضيف إذا نزل.

وَقَالَ عثمان رضي الله عنه إن المؤمن في ستة أنواع من الخوف، أحدها من قبل الله تعالى أن يأخذ منه الإيمان، والثاني من قبل الحفظة أن يكتبوا عليه ما يفتضح به يوم القيامة.

والثالث من قبل الشيطان أن يبطل عمله، والرابع من قبل ملك الموت أن يأخذه في غفلة بغتة، والخامس من قبل الدنيا أن يغتر بها وتشغله عن الآخرة، والسادس من قبل الأهل والعيال أن يشتغل بهم فيشغلونه عن ذكر الله تعالى.

وَقَالَ أيضاً أضيع الأشياء عشرة عالم لا يسأل عنه، وعلم لا يعمل به، ورأي صواب لا يقبل، وسلاح لا يستعمل ومسجد لا يصلى فيه، ومصحف لا يقرأ فيه، ومال لا ينفق منه وخيل لا تركب، وعلم الزهد في بطن من يريد الدنيا، وعمر طويل لا يتزود صاحبه فيه لسفره.

وَقَالَ إبراهيم بن أدهم حين سألوه عن قول الله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وأنا ندعوه فلم يَسْتجِبْ لنا فَقَالَ ماتت قلوبكم من عشرة أشياء، أولها إنكم عرفتم الله ولم تؤدوه حقه، وقرأتم كتاب الله ولم تعملوا به، وادعيتم عداوة إبليس وواليتموه.

وادعيتم حب الرسول وتركتم أثره وسنته، وادعيتم حب الجنة ولم تعملوا لها، وادعيتم خوف النار ولم تنتهوا عن الذنوب، وادعيتم أن الموت حق ولم تستعدوا له، واشتغلتم بعيوب غيركم وتركتم عيوب أنفسكم ‘ وأكلتم رزق الله ولا تشكرونه.

شِعْرًا: ... قَدْ قَلْتُ لِلْنَفْسِ وَبَالَغْتُ ... وَزِدْتُ في الْعُتْبِ وَأَكْثَرْتُ

يا نَفْسُ قَدْ َقَصَّرتِ ما قَدْ كَفَى ... تَيَّقِظي قدْ قَرُبَ الْوَقْتُ

جُدِّي عَسَى أنْ تُدْرِكي مَا مَضَى ... قدْ سَبَقَ النَّاسُ وخُلِّفْتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>