للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِعْرًا: ... حَمِدْتُ اللهَ رَبِّي إِذْ هَدَانِي ... إِلَى الإِسْلامِ وَالدِّينِ الْحَنِيفِي

فَيَذْكُرُهُ لِسَانِي كُلَّ وَقْتٍ ... وَيَعْرَفُهُ فُؤَادِي بِاللَّطِيفِ

بينما أبو شريح العابد يمشي جلس فتنع بكسائه وجعل يبكي، فقِيلَ ما يبكيك قَالَ تفكرت في ذهاب عمري وقلة عملي واقتراب أجلي.

وكان بعض الموفقين المحاسبين لأنفسهم يكتل الصلوات الخمس في قرطاس ويدع بين كل صلاتين بياضاً.

وكلما ارتكب خطيئة من كلمة غيبة أو استهزاء أو كذب كذبة أو تكلم فيما لا يعنيه أو نظر إلى ما لايحل نظره إليه أو استمع إلى ما لا يحل الاستماع إليه أو أكل مشتبها أو مشي إلى ما لا يحل أو مد يده إلى ما لا يجوز مدها إليه.

ذكره في هذا البياض ليعتبر ذنوبه ويحصيها حسب قدرته لتضيق المحاسبة مجارى الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.

ومقام محاسبة النفس يقلل الكلام فيما لا يعني ويحمل الإنسان على تقليل الذنوب وعلى الإكثار من الطاعات لمقابلة ما صدر منه ولكن هذا الطراز يعز وجوده في زماننا هذا.

نقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قَالَ: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا للعرض الأكبر على الله {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} .

فالمحاسبة تكون بضبط الحواس ورعاية الأوقات وإيثار المهمات وحفظ الأنفاس والحرص على أداء العبادات كاملة وبالأخص الصلاة فيكملها بشروطها المذكورة وأركانها وواجباتها وسننها بخشوع وخضوع وطمأنينة وسكون.

والعبد يحتاج إلى السنن الرواتب لتكميل الفرائض ويحتاج إلى النوافل

<<  <  ج: ص:  >  >>