للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُمَّ مكن محبة القرآن في قلوبنا ووفقنا لتلاوته آناء الليل والنهار اللَّهُمَّ وارزقنا العمل به والدعوة إليه واجعله حجة لنا وقائداً لنا إلى جنتك وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

فَصْلٌ: وسلامة القلب خلوصه من الشرك وقِيلَ هو القلب الصحيح وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر والمنافق مريض وقِيلَ هو القلب السالم من البدعة المطمئن إلى السنة انتهى.

قلت والَّذِي أرى أن السلامة الكاملة للقلب هي خلوصه من الشرك والشك والنفاق والرياء وخلوه من الكبر والحقد والحسد والعجب والمكر السيئ والغل والخيلاء.

ونقاؤه من الأمراض التي تكدر الصفو وتشتت الشمل وتخل بالأمن وتقطع الروابط والصلات بين المسلمين وتورث الضغائن والأحقاد وتولد العداوة والبغضاء بين المؤمنين.

وكان ? يقول في دعائه «اللَّهُمَّ إني أسألك قلباً سليماً» فالقلب السليم هو السالم من الآفات والمكروهات كلها وهو القلب الَّذِي ليس فيه سوى محبة الله وخشيته وخشية ما يباعد عنه.

وقد اكتفى إبراهيم عليه الصلاة والسلام بذكر سلامة القلب لأن القلب إذا صلح صلح الجسد كله كما في الحديث و‘إذا فسد فسد الجسد كله.

ولأن القلوب إذا سلمت سلمت الجوارح اليد واللسان من الأذى والشرور وسلمت أموال الناس وأرواحهم وأعراضهم وقلت الشرور والجرائم والآثام. وقِيلَ إن لقمان كان عبداً حبشياً فدفع إليه سيده شاة وَقَالَ اذبحها وائتني بأطيب مضغتين منها فأتاه بالقلب واللسان ثم بعد أيام أتاه بشاة أخرى.

وَقَالَ له اذبحها وائتني بأخبث مضغتين منها فأتاه بالقلب واللسان فسأله سيده عن ذلك فَقَالَ هما أطيب شئ إذا طابا وأخبث شئ إذا خبثا.

وذكر العلماء أن صلاح القلب:

<<  <  ج: ص:  >  >>