شِعْرًا: ... هَلِ الْوَقْتُ إِلا مَا عَرَفْنَا وَأَدْرَكَنَا ... فَجَائِعُهُ تَبْقَى وَلَذَّاتُهُ تَفْنَى
إِذَا أَمْكَنَتْ فِيهِ مَسَرَّةُ سَاعَةٍ ... تَوَلَّتْ كَمَرِّ الطَّرْفِ وَاسْتَخْلَفَتْ حُزْنَا
إِلَى تُبَعَاتٍ فِي الْمَعَادِ وَمَوْقِفٌ ... نَوَدُّ لَدَيْهِ أَنَّنَا لَمْ نَكُنْ كُنَّا
حَصَلْنَا عَلَى هَمٍّ وَإِثْمٍ وَحَسْرَةٍ ... وَفَاتَ الَّذِي كُنَّا فَلَذَّ بِهِ عَنَّا
كَأَنَّ الَّذِي كُنَّا نُسَرُّ بِكَوْنِهِ ... إِذَا حَقَّقَتْهُ النَّفْسُ لَفْظٌ بِلا مَعْنَى
وَقَالَ الحسن: إن المؤمن يصبح حزيناً وينقلب باليقين في الحزن ويكفيه ما يكفى العنيزة الكف من التمر والشربة من الماء.
وَقَالَ حبيب بن أبي ثابت ما استرقت من أحد شيئاً أحب إلى من نفسي أقول لها أمهلي حتَّى يجيء من حيث أحب.
شِعْرًا: ... إِذَا رُمْتَ أَنْ تَسْتَقْرِضَ الْمَالَ مُنْفِقًا ... عَلَى شَهَوَاتِ النَّفْسِ فِي زَمَنِ الْعُسْرِ
فَسَلْ نَفْسَكَ الإِنْفَاقَ مِنْ كِنْزِ صَبْرِهَا ... عَلَيْكَ وَإِنْضَارًا إِلَى زَمَنِ الْيُسْرِ
فَإِنْ فَعَلْتَ كُنْتَ الْغَنِيَّ وَإِنْ أَبَتْ ... فَكُلُّ مَنُوعُ بَعْدَهَا وَاسِعُ الْعُذْرِ
وَقَالَ الثوري: ما ضرهم ما أصابهم في الدنيا جبر الله لهم كل مصيبة بالجنة. وسأل رجل سفيان الثوري فلم يكن معه ما يعطيه فبكى سفيان فَقَالَ له مسعر بن كدام: ما يبكيك قَالَ: وأي مصيبة أعظم من أن يؤمل فيك رجل خيراً فلا يصيبه عندك.
وبكى ثابت حتَّى كادت عينه تذهب فجاؤا برجل يعالجها فَقَالَ الرجل: أعالجها على أن تعطيني قَالَ: وأي شيء. قَالَ: على أن لا تبكي قَالَ: فما خيرهما إن لم تبكيا وأبى أن يعالجها.
وكان شقيق بن سلمة إذا صلى في بيته ينشج نشيجاً - أي يخشع ويبكي - ولو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحد يسمعه أو يراه ما فعله – أي يخشى من الرياء. والله أعلم وصلى الله على مُحَمَّد وعلى آله وصحبه وسلم.
وَقَالَ بعضهم يخاطب نفسه ويوبخها على تفريطها وإهمالها: