للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام عَلَيْكَ، أما بعد: أفتراني هالكاً ومن قبلي وتعيش أنت ومن قبلك؟ فيا غوثاه -) .

فكتب إليه عمرو بن العاص: (بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله عمر أمير المؤمنين، من عمرو بن العاص، سلام عَلَيْكَ؛ فإني أحمد إليك الله الَّذِي لا إله إلا هو، أما بعد: (فقد) أتاك الغوث فلبث، لأبعثن إليك بعيراً أولها عندك وآخرها عندي) .

فلما قدم أول الطعام كلم عمر بن الخطاب الزبير بن العوام فَقَالَ له: تعترض للعير فتميلها إلى أهل البادية فتقسمها بينهم؛ فو الله لعلك لا تكون أصبت بعد صحبتك رسول الله شيئاً أفضل منه؛ فأبي الزبير واعتل.

وأقبل رجل من أصحاب النبي ? فَقَالَ عمر: لكن هذا لا يأبي؛ فكلمه عمر ففعل وخرج، فَقَالَ له عمر: أما لقيت من الطعام فمل به إلى أهل البادية.

فأما الظروف فاجعلها لحُفاً يلبسونها، وأما الإبل فأنحرها لهم يأكلون من لحومها، ويحملون من ودكها، ولا تنتظر أن يقولوا ننتظر بها الحيا، وأما الدقيق فيصطنعون ويحرزون حتَّى أمر الله لهم بالفرج.

وكان عمر يصنع الطعام وينادي مناديه: من أحب أن يحضر طعاماً فيأكل فليفعل، ومن أحب أن يأخذ ما يكفيه وأهله فليأت، فليأخذه.

اللهُمَّ توفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(فَصْلٌ)

عن عبد الله بن عمر قَالَ: قدمت رفقة من التجار، فنزلوا المصلى فَقَالَ عمر لعبد الرحمن بن عوف: هل لك أن نحرسهم الليلة من السرق؟ (قَالَ: نعم) ، فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما، فسمع عمر بكاء

<<  <  ج: ص:  >  >>