للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُلُّ الحَوَادِثِ مَبْدَاهَا مِنَ النَّظَرِ ... وَمُعْظَمُ النَّارِ مِن مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ

وَالعَيْنُ أَصْلْ عِنَاهَا فِتْنَةُ النَّظَرِ ... وَالقَلْبُ كُلُّ أَذاهُ الشُّغْلُ بِالفِكَرِ

كَمْ نَظْرَةٍ نَقَشَتْ في القَلْبِ صُورَةَ من ... رَاحَ الفُؤَادُ بِهَا في الأسْرِ وَالحَذَرِ

وَالمَرْءُ مَا دَامَ ذَا عَيْنٍ يُقَلِّبُهَا ... في أَعْيُنِ العِيْن مَوقُوفٌ على الخَطَر

يَسُرُّ مُقْلَتَهُ مَا ضَرَّ مُهْجَتَهُ ... لا مَرْحَبًا بِسَرُورٍ جَاءَ بِالضَّرَرِ

فَالقَلْبُ يَحْسُدُ نُورَ العَيْنِ إِذَْ نَظَرَتْ ... وَالعَيْنُ تَحْسُدُهُ حَقًا عَلَى الفِكَرِ

يَقُولُ قَلْبِي لِعَيْنِي كُلَّمَا نَظَرَتْ ... كَمْ تَنْظُرِينَ رَمَاكِ اللهُ بِالسَّهَرِ

فَالعَيْن تُورثُهُ هَمًا فَتُشْغِلُهُ ... وَالقَلْبُ بالدَّمْعِ يَنْهَاهَا عَنِ النَّظَرِ

هَذَانِ خَصْمَانِ لا أَرْضَى بِحُكْمِهِمَا ... فَاحْكُمْ فَدَيْتُكَ بَيْنَ القَلْبِ وَالبَصَرِ

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَا وَفَّقْتَ إليه القَوْم وأَيْقِظْنَا من سِنة الغَفْلَةِ والنَّوم وارزِقْنَا الاستعدادَ لِذَلِكَ اليَوْمِ الذي يَرْبَحُ فيه المُتَّقُونَ، اللَّهُمَّ وعامِلنَا بإحْسَانِكَ وَجُدْ علينا بِفَضْلِكَ وامْتِنانِكَ واجعلنا من عِبادِكَ الذينَ لا خَوفٌ عليهم ولا هُمْ يَحْزَنُون، اللَّهُمَّ ارحَمْ ذُلَّنَا بَيْنَ يَدَيْكَ واجعلْ رَغْبَتَنَا فِيما لَدَيْكَ، ولا تحرمنا بِذُنوبنا، ولا تَطْرُدْنَا بعُيوبنا، واغْفِرْ لَنِا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ منْهُمْ وَالمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(فصل) : وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيّ: «يَا عَلي لا تُتْبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالدَّارِمِي.

وفي حَدِيثِ جَرِيرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الفُجَاءَةِ فَقَالَ: «اصْرِفْ بَصَرَكَ» . وَرَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أبِي هُرَيْرَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ مِنْ امْرَأَةً

<<  <  ج: ص:  >  >>