للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَمَنْ كَانَ لَهُ تَهَجُّدٌ جَعَلَ الوِتْرَ بَعْدَهُ، وَمَنْ خَشِي أَنْ لا يَقُومَ، أَوْتَرَ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، لَمَا وَرَدْ عَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَافَ أَنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَهُ فَإِنَّ صَلاَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضْيَ اللهُ عَنْهُما - أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَإِنَّ أَحَبَّ مَنْ لَهُ تَهَجُّدٌ مُتَابَعَةَ الإِمَامِ في وُتْرِهِ قَامِ إِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ وَأَتَى بِرَكْعَةٍ بَعْدَ الوِتْرِ شَفَعَ بِهَا رَكْعَةَ الوِتْرِ. ثُمَّ إِذَا تَهَجَّدَ أَوْتَرَ فَينَالُ فَضِيلَةَ مُتَابَعَةِ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصِرَف، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» . صَحَّحَهُ التِّرْمِذِي.

وَيَنَالُ فَضِيلَةَ جَعْلِ وِتْرِهِ آخِر صَلاتِهِ لِحَدِيثِ: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا» . مُتَفَّقٌ عَلَيْهِ. وَيَقْضِيهِ مَعَ شَفْعِهِ إِذَا فَاتَ وَقْتُهُ لِحَدِيثِ أبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَامَ عَنِ الوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ فَلْيُصَلِّ إِذَا أَصْبَحَ أَوْ ذَكَرَهُ» . رَوَاهُ أَبُو دَاودَ.

وَلا يَصِحُّ الوِتْرُ قَبْلَ صَلاةِ العِشَاءِ لِعَدَمِ دُخُولِ وَقْتِهِ، وَأَقَلَّ الوِتْرِ رَكْعَةٌ، وَلا يُكْرَهُ الإِتْيَانُ بِهَا مُفْرَدَة وَلَوْ بِلا عُذْرٍ مِنْ سَفَرٍ أَوْ مَرَضٍ وَنَحْوِهِمَا لِمَا ورد عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِي اللهُ عَنْهُما - أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>