للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فَصْلٌ) : في الْحَثِّ عَلَى تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ

عِبَادَ اللهِ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ فَإِنَّهَا وَصِيَّةُ اللهِ لِلأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللهَ} فَمَا مِنْ خَيْرٍ عَاجِلٍ وَلا آجِلٍ ظَاهِرٍ وَلا بَاطِنٍ إِلا وَتَقْوَى اللهِ سَبِيلٌ مُوصِلٌ إِلَيْهِ وَوَسِيلَةٌ مُبْلِغَةٌ لَهُ وَمَا مِنْ شَرٍّ عَاجِلٍ وَلا آجِلٍ ظَاهِرٍ وَلا بَاطِنٍ إلا وَتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حِرْزٌ مَتِينٌ وَحُصْنٌ حَصِينٌ لِلسَّلامَةِ مِنْهُ وَالنَّجَاةِ مِنْ ضَرَرِهِ.

شِعْرًا:

خِصَالٌ إِذَا لَمْ يَحْوِهَا المرء لَمْ يَنَلْ ... مَنَالاً مِنْ الأُخْرَى يَكُونُ لَهُ ذُخْرَا

يَكُونُ لَهُ تَقْوَى وَزُهْدٌ وَعِفَّة ... وَإِكْثَارُ أَعْمَالٍ يَنَالُ بِهَا أَجْرَا

آخر:

لَيْسَ يَبْقَى عَلَى الْجَدِيدَيْنِ إِلا ... عَمَلٌ صَالِحٌ وَذِكْرٌ جَمِيلْ

آخر: ... وَمَا في النَّاس أَحْسَنُ مِنْ مُطِيعٍ ... لِخَالِقِهِ إِذَا عُدَّ الرَّجَالُ

آخر:

لَنِعْمَ فَتَى التَّقْوَى فَتَى طَاهر الْخُطَا ... خَمِيصٌ مِنْ الدُّنْيَا تقيُّ الْمَسَالِكِ

فَتَىً مَلَكَ الأَهْوَاءَ أَنْ يَعْتَبِدْنَهُ ... وَمَا كُلُّ ذِي لُبٍّ لَهُنَّ بِمَالِكِ

وَكَمْ عَلَّقَ اللهُ العظيمُ في كِتَابِهِ العَزِيزِ عَلَى التَّقْوَى مِنْ خَيْرَاتٍ عَظِيمَةٍ وَسَعَادَاتٍ جَسِيمَةٍ مِنْ ذَلِكَ الْمَعِيَّةُ الخاصَّةُ الْمُقْتَضِيَةُ للحفظ والعِنَايَةِ والنَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ، قَالَ تَعَالى: {وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} وَمِنْ ذَلِكَ الْمَحَبَّةُ لَمِنَ اتَّقَى اللهَ، قال الله تعالى: {فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} .

وَمِنْ ذَلِكَ التَّوْفِيقُ لِلْعِلْمِ قَالَ تَعَالَى: {وَاتَّقُواْ اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ} وَمِنْ ذَلِكَ نَفْيُ الخَوْفِ والحُزْنِ عَنِ المُتَّقِي المُصْلِح قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} وَمِنْ ذَلِكَ الفُرْقَانُ عِنْدَ الاشْتِبَاهِ وَوَقُوعِ الإشْكَالِ وَالكَفَّارَةِ لِلسَّيِّئَاتِ وَالمَغْفِرَةِ لِلذُّنُوبِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>