وروى مُسْلِم عَنْ ابن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زَادَ إخوانكم من الجن» . وورد فِي السنة الصحيحة باللفظ الصريح: أكل الشيطان، وشربه فقَدْ ورد:«إِذَا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويأخذ بشماله» . وَهَذَا لا يحتاج إلى شرح، ولا تأويل لوضوحه.
وحديث الوادي الَّذِي نام فيه رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، عَنْ زيد بن أسلم قَالَ: عرس رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ليلة بطَرِيق مَكَّة، ووكل بلالاً يوقظهم للصلاة، فرقَدْ بلال ورقدوا، حَتَّى استيقظوا وَقَدْ طلعت عَلَيْهمْ الشمس، فاستيقظ القوم قَدْ فزعوا، فأمرهم رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أن يركبوا، حَتَّى يخرجوا من ذَلِكَ الوادي. وَقَالَ:«هَذَا واد فيه الشيطان» . فركبوا حَتَّى خرجوا من ذَلِكَ الوادي ثُمَّ أمرهم النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أن ينزلوا، وأن يتوضأوا وأمر بلالاً أن ينادي بالصلاة وصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس ثم انصرف، وَقَدْ رأى من فزعهم، فَقَالَ:«أيها النَّاس إن الله قبض أرواحنا ولو شَاءَ لردها إلينا فِي حين غير هَذَا، فَإِذَا رقَدْ أحدكم عَنْ الصَّلاة أَوْ نسيها، ثُمَّ فزع إليها فليصلها كما كَانَ يصليها فِي وقتها» .
ثُمَّ التفت رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى أَبِي بَكْرٍ الصديق فَقَالَ: «إن الشيطان أتى بلالاً وَهُوَ قائم يصلي فأجمعه، ثُمَّ لم يزل يهديه كما يهدى الصبي حَتَّى نام، ثُمَّ دعا رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بلالاً فأخبر بلال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل الذي أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أشهد إِنَّكَ رَسُول اللهِ. رَوَاهُ مالك فِي الموطأ مرسلاً.