.. وَمَنْ لَمْ يُقَيِّدْهَا بِكُلِّ شُرُوطِهَا ... كَمَا قَالَهُ لأَعْلامُ مِن كُلِّ مُهْتَدِ
فَلَيْسَ عَلَى نَهْجِ الشَّرِيعَةِ سَالِكًا ... وَلَكِنْ عَلَى أَرَاءِ كُلِّ ملدّدِ
فَأَوَّلُهَا الْعِلْمُ الْمُنَافِي لِضِدِّهِ ... مِن الْجَهْلِ إِنَّ الْجَهْلَ لَيْسَ بِمُسْعِدِ
فَأَوَّلُهَا الْعِلْمُ الْمُنَافِي لِضِدِّهِ ... مِن الْجَهْلِ إِنَّ الْجَهْلَ لَيْسَ بِمُسْعِدِ
فَلَوْ كَانَ ذَا عِلْمٍ كَثِيرٍ وَجَاهِلٌ ... بِمَدْلُولِهَا يَوْمًا فَبِالْجَهْلِ مُرْتَدِ
وَمِنْ شَرْطِهَا وَهُوَ الْقُبُولُ وَضِدُّهُ ... هُوَ الرَّدُ فَافْهَمْ ذَلِكَ الْقَيْدَ تَرْشُدِ
كَحَالِ قُرَيْشٍ حِينَ لَمْ يَقْبَلُوا الْهُدَى ... وَرَدُّوهُ لِمَا أَنْ عَتَوْا فِي التَّمَرُّدِ
وَقَدْ عَلِمُوا مِنْهَا الْمُرَادَ وَأَنَّهَا ... تَدَلُّ عَلَى تَوْحِيدِهِ وَالتَّفَرُّدِ
فَقَالُوا كَمَا قَدْ قَالَهُ اللهُ عَنْهُمْ ... بِسُورَةِ (ص) فَاعْلَمَنْ ذَاكَ تَهْتَدِ
فَصَارَتْ بِهِ أَمْوَالُهُمْ وَدِمَاءُهُمْ ... حَلالاً وَأَغْنَامًا لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَثَالِثُهَا الإِخْلاصُ فَاعْلَمْ وَضِدُّهُ ... هُوَ الشِّرْكُ بِالْمَعْبُودِ مِنْ كُلِّ مُلْحِدِ
كَمَا أَمَرَ اللهَ الْكَرِيمُ نَبِيَّهُ ... بِسُورَةِ تَنْزِيلِ الْكِتَابِ الْمُمَجَّدِ
وَرَابِعُهَا شَرْطُ الْمَحَبَّةِ فَلْتَكُنْ ... مُحِبًّا لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنْ الْهُدِ
وَإِخْلاصُ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كُلِّهَا ... كَذَا النَّفْيُ لِلشِّرْكِ الْمُفَنَّدِ وَالدَّدِ
وَمَنْ كَانَ ذَا حُبٍّ لِمَوْلاهُ إِنَّمَا ... يَتِمُّ بِحُبِّ الدِّينِ دِينِ مُحَمَّدِ
فَعَادِ الذِّي عَادَى لِدِينِ مُحَمَّدٍ ... وَوَالِ الَّذِي وَالاهُ مِن كُلِّ مُهْتَدِ
وَأَحْبِبْ رَسُولَ اللهِ أَكْمَلَ مَنْ دَعَى ... إِلى اللهِ وَالتَّقْوَى وَأَكْمَلَ مُرْشِدِ
أَحَبَّ مِن الأَوْلادِ وَالنَّفْسِ بَلْ وَمِنْ ... جَمِيع ِالْوَرَى وَالْمَالِ مِنْ كُلِّ أَتْلَدِ
وَطَارِفِهِ وَالْوَالِدَيْنِ كِلَيْهِمَا ... بِآبَائِنَا وَالأُمَّهَاتِ فَنَفْتَدِ
وَأَحْبِبْ لِحُبِّ اللهِ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا ... وَأَبْغِضْ لِبُغْضِ اللهِ أَهْلَ التَّمَرُّدِ
وَمَا الدِّينُ إلا الْحُبُّ وَالْبُغْضُ وَالْوَلا ... كَذَاكَ الْبَرَا مِنْ كُلِّ غَاوٍ وَمُعْتَدِ
وَخَامِسُهَا فَالإِنْقِيَادُ وَضِدُّهُ ... هُوَ التَّرْكُ لِلْمَأْمُورِ أَوْ فِعْلُ مُفْسِدِ
فَتَنْقَادُ حَقُّا بِالْحُقُوقِ جَمِيعَهَا ... وَتَعْمَلُ بِالْمَفْرُوضِ حَتْمًا وَتَقْتَدِ