للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَظَنَنْت أنَّكِ قَدْ رَقَدْتِ، فكَرِهْت أنْ أوقِظَكِ، وَخَشِيث أنْ تَسْتَوحِشي، فَأمَرَني أَنْ آتِيَ أهلَ البَقيع، فَأسْتَغْفِرَ لَهُم".

(صحيح): م- مضى ٤/ ٩١ - ٩٢.

٣٧٠٠ - عن عائشة قالت: ألا أحدثكم عني وعن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قلنا: بلى! قالت: لما كانت ليلتي، التي هو عندي -تعني- النبي -صلى الله عليه وسلم-، انقلب فوضع نعليه عند رجليه، ووضع رداءه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت، ثم انتعل رويدًا، وأخذ رداءه رويدًا، ثم فتح الباب رويدًا، وخرج وأجافه رويدًا، وجعلت درعي في رأسي، واختمرت وتقنعت إزاري، فانطلقت في إثره حتى جاء البقيع، فرع يديه ثلاث مرات، وأطال القيام، ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، وسبقته فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت فدخل، فقال: "مَا لَكِ يَا عَائشَةُ، حَشْيَا رَابيَةً" قالت: لا، قال: "لَتُخْبرنِّي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطيفُ الخَبيرُ" قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فأخبرته الخَبر، قال: "فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذي رَأَيْتُهُ أمَامي" قالت: نعم، قالت: فلهدني في صدري لهدة أوجعتني، ثم قال: "أَظَنَنْتِ أَنْ يَحيفَ الله عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ" قالت: مهما يكتم الناس، فقد علمه الله، قال: "نَعَمْ قَالَ: "فَإِنَّ جبْريلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَتَاني حينَ رَأَيْتِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، فَنَادَاني فَأخْفَى مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ، فَأَخْفَيْتُ مِنْكِ، فَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رقَدْتِ، وَخَشيتُ أَنْ تَسْتَوْحشي، فَأَمَرَني أَنْ آتيَ أهلَ البَقيع، فَأَسْتَغْفِرَ لَهُمْ".

(صحيح): م- انظر ما قبله.