إخوتى لا تبعدوا أبدا … وبلى والله قد يعدوا ما أمرّ العيش بعدكم … كل عيش بعدكم نكد ليت شعري كيف شربكم … إن شربى بعدكم ثمد لفاطمة بنت الأحجم الخزاعية. وتقول العرب: بعد بالضم في ضد القرب، وبالكسر في الهلاك، ومضارع الأول مضموم، ومضارع الثاني مفتوح. وما في البيت منه. وما أمر: تعجب، وشبهت العيش وهو الحياة أو ما يعاش به بشيء مر على طريق المكنية، وإثبات المرارة تخييل، أو استعارتها للنقص على طريق التصريحية. والنكد: العسر الضيق المنغص. والثمد: الماء القليل الذي لا مادة له فينقطع سريعاً. ورجل مثمود، إذا كثر عليه السؤال من العلم أو المال حتى نفد ما عنده. والمعنى: أن سروري بعدكم منقطع كالماء القليل، وعبرت بذلك لمشاكلة ما قبله. ويروى لها بعد البيت الأول: لو تملتهم عشيرتهم … لاقتناء العز أو ولدوا هان من بعض الرزية أو … هان من بعض الذي أجد كل ما حى وإن أمروا … وارد والحوض الذي وردوا ومعنى تملتهم: عاشوا معهم مليا من الزمان، وأقحمت «من» مع إغباء «بعض» عنها، للدلالة على تبغيض البغض. و «ما» مقحمة، بنى كل حى مبالغة في العموم. وأمروا بالكسر: كثروا. والحوض: تمثيل للموت.