قد أترك القرن مصفرا أنامله وإنما مدح نفسه بكثرة هذا الفعل منه عكس ديدنه الأصلى، ولا يقال: إن حملها في الآية على التكثير متعذر، لأن العلم معلوم التعلق لا يتكثر ولا يتقلل، لأنا نقول: يعبر عن تمكن الفعل وتحققه وتأكده وبلوغه الغاية في نوعه بما يعبر به عن التكثير، وهو تعبير صحيح. ألا ترى أن قوله رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا هو من هذا القبيل، فان المراد شدة ودهم لذلك وبلوغه أقصى منتهاه لا غير، والله الموفق. (٢) . قوله «بأن منع ألطافه عنهم» فسر الازاغة بذلك بناء على مذهب المعتزلة: أنه تعالى لا يريد الشر. ومذهب أهل السنة: أنه تعالى يريد الشر والخير، كما تقرر في محله. (ع)