(٢) . الحمد لله الذي استقلت … باذنه السماء واطمأنت باذنه الأرض وما تعنت … أوحى لها القرار فاستقرت وشدها بالراسيات الثبت … والجاعل الغيث غياث الأمت والجامع الناس ليوم البعثت … بعد الممات وهو محيى الموت يوم ترى النفوس ما أعدت … من نزل إذا الأمور غبت في سعى دنيا طالما تعنت استقلت: ارتفعت. واطمأنت: انخفضت. وفي الشعر التضمين. والتعنت: الاتعاب أو التأخر والتثاقل، من العنا وهو التعب. وأوحى لها: ألهمها. واثبت: جمع ثابت، والوقف على هاء التأنيث، كالأمت بالتاء قليل. والموت: جمع مائت. والنزل: ما يعد للضيف، استعارة لما يقدمه الإنسان من الأعمال. وغبت: بلغت غبها وغايتها. وفي سعى: متعلق به، أو بتعنت بعده، أى: تعبت أو أتعبت. وضمن على المعنى الأول للنفوس، وعلى الثاني للدنيا، ونكرها لتنكير السعى دلالة على التقليل، أى: في سعي دنيوى قليل. (٣) . ذكره صاحب النهاية بغير إسناد. وفي الباب عن ابن مسعود. وسيأتى في أَلَمْ نَشْرَحْ أتم من هذا. (٤) . قال محمود: «سبحان من فرق بين الالقاءين إلقائهم حبالهم وعصيهم … الخ» قال أحمد: وفي تكرير لفظ الإلقاء والعدول عن مثل: فسجد السحرة، إيقاظ السامع لألطاف الله تعالى في نقله عباده من غاية الكفر والعناد إلى نهاية الايمان والسداد، وهذا الإيقاظ لا يحصل على الوجه إلى هذا القصد إلا بتكرير لفظ واحد على معنيين متناقضين، وهو يناسب ما قدمته آنفا في إيجاز الخطاب في قوله وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ، وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ فتأمله فان الحق حسن متناسب، والله الموفق.