(٢) . قال محمود: «قال المراد بالهمزة المكثر من الطعن على الناس والقدح فيهم … الخ» قال أحمد: وما أحسن مقابلة الهمزة اللمزة بالحطمة، فانه لما وسمه بهذه السمة بصيغة أرشدت إلى أنها راسخة فيه ومتمكنة منه أتبع المبالغة بوعيده بالنار التي سماها بالحطمة لما يلقى فيها، وسلك في تعيينها صيغة مبالغة على وزن الصيغة التي ضمنها الذنب، حتى يحصل التعادل بين الذنب والجزاء، فهذا الذي ضرى بالذنب جزاؤه هذه الحطمة التي هي ضارية بحطم كل ما يلقى إليها. [.....] (٣) . إذا لقيتك عن شحط تكاشرنى … وإن تغيبت كنت الهامز اللمزة لزياد الأعجم. والشحط- بالفتح: البعد. وكثر عن أسنانه: أبداها في الضحك وغيره، لكن اشتهر في لسان العرب في الأول. والهمز: الكسر. واللمز: الطعن. روى أن أعرابيا سئل: أتهمز الفأرة؟ فقال: نعم تهمزها الهرة، أى: تأكلها، والهامز هنا: المغتاب الغياب، الذي يملأ فمه بما يخرم عرض غيره. والهمزة: من اعتاد ذلك. واللامز: الرامي لغيره بالمسبة. واللمزة: من اعتاد ذلك. يقول: إذا لقيتك على بعد المسافة بيننا تضاحكنى، وإذا غبت عنك كنت المغتاب المكثر من الطعن في عرضي. وروى: وإن أغيب فأنت الهامز، على البناء للمجهول. (٤) . قوله «الذي يأتى بالأوابد» في الصحاح: جاء فلان بآبدة، أى: بداهية يبقى ذكرها على الأبد. (ع)