للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْجِهَة اليُسْرَى وَفِي الحَدِيث من جانِبِه الأشأَم وَقَالَ الْقطَامِي أَو غَيره: فَأَنْحَى على شُؤْمَى يَديَهْ فذَادَها بأَظْمَأَ من فَرْع الذُّؤابَة أَسْحَما صَاحب الْعين، رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ يعمَل بكِلْتا يَدَيْه فَإِذا كَانَ يعْمل بِيَدِهِ اليَسَار كعَمَله بِالْيَمِينِ قيل أَعْسَرُ وَامْرَأَة عَسْراءُ وَقد عَسِرَت عَسَراً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يَمِين وأَيْمُن لأنَّها مؤَنَّثة قَالَ أَبُو النَّجْم: يَأْتِي لَهَا من أَيْمُنٍ وأَشْمُل وَقَالُوا أَيْمان فكَسَّروها على أفْعال كَمَا كَسَّروها على أفْعُل إِذا كَانَا لِمَا عدَدُه ثلاثةُ أحرف. سِيبَوَيْهٍ: يَمَنَ يَمْنِ ويَسَر يَيْسِرُ سَلَّموه لِأَن الياءَ أخَفُّ عَلَيْهِم من الْوَاو، وَقَالُوا شِمَالٌ وأشْمُلٌ وَقد كُسِّرت على الزِّيَادَة الَّتِي فِيهَا فَقَالُوا شَمَائِلُ كَمَا قَالُوا فِي الرِّسالة رَسَائِل إِذا كَانَت مؤَنَّثة مثْلَها وَقَالُوا شُمُل فَجاؤُا بهَا على قِيَاس جُدُر قَالَ الْأَزْرَق العَنْبري: طِرْنَ انْقِطاعَةَ أوْتارٍ مُحَظرَبَةْ فِي أقْوُس نازَعَتْها أَيْمُنٌ شُمُلا وَقَالُوا شِمَالات فَهَذَا أحد مَا لم يُسْتغنَ فِيهِ بالتكسير عَن التَّاء وَلَا بالناء عَن التَّكْسِير. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَزعم أَبُو الخَطَّاب أَنهم يَقُولون شِمَال فِي تكسير شِمَال الجمعُ بِلَفْظ الْوَاحِد. عَليّ: إِلَّا أَن الكَسْرة الَّتِي فِي الْجمع غيرُ الَّتِي فِي الْوَاحِد وَالْألف غيرُ الْألف ومثلُه مَا ذهب إِلَيْهِ الْخَلِيل فِي دِلاصٍ وهِجَانٍ وَسَيَأْتِي ذكره وَلَيْسَ على حَدِّ جُنُب لقَولهم شِمَالانِ. ابْن جني: شِمَال وشِمَالَة، الْأَصْمَعِي، رجل أضْبَطُ بَيِّن الضَّبَط، يَعْمل بيدَيْه جَمِيعًا والأسد أضْبَطُ يَعْمل بيَسَاره، أَبُو حَاتِم، الكَفُّ اليدُ أُنْثَى وَكَذَلِكَ كَفُّ الصَّقْر والسَّبُع لِأَنَّهُمَا يَكُفَّان بهَا على مَا أَخَذا، سِيبَوَيْهٍ، والجميعُ الأكُفُّ لم يجاوزوا بِهِ هَذَا الْبناء كَمَا لم يُجَاوِزُوهُ بالأَرْجُل والأَذْرُع، غير وَاحِد، كَفُّ وأَكْفاف وكُفُوف صَاحب الْعين، اسْتَكَفَّ السائلُ، بسَطَ كَفَّه يَسْأل أَبُو عُبَيْدَة، جَنَاحَا الرجُل يَدَاه من قَوْله تَعَالَى: (واضْمُمْ إلَيْكَ جَنَاحكَ من الرَّهْب) الْفَارِسِي، وَقد جَاءَ ذكر اليَدَيْن فِي مواضِعَ يُرادُ بهما ذُو الْيَد من ذَلِك قولُهم لَبَّيْك وخَيْرٌ بَين يَدَيْك وَمن ذَلِك قَوْله تَعَالَى (ذَلِك بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاك) وَقَالُوا (يداك أَوْكَتا وفُوك نَفَخ) فَهَذَا يُقَال عِنْد تَفْرِيع الجُمْلَةِ وَقَالَ: فَزَارِيّاً أَحَذَّ يَدِ القَمِيصِ فنَسب الخيَانة إِلَى الْيَد وَهِي للجملة وعَلى هَذَا نَسَب الآخَرُ الإغْلالَ إِلَى الإصبَع فَجَعلهَا بِمَنْزِلَة الْيَد فَقَالَ: وَلم تَكُنْ، للَغْدرِ خائِنَةً مُغِلَّ الإصْبَعر وحُكِي: أَن غَيره قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى (واضْمُمْ إلَيك جَنَاحَك من الرَّهْب) أَنه العَضُد وَقَول أبي عُبَيْدَة أبْينُ عندنَا ويُدلُّ على قَول من قَالَ إِنَّه العَضُد أَن العَضُدَ قد قَامَ مَقَام الْجُمْلَة فِي قَوْله تَعَالَى: (سَنَشُدُّ عَضُدَك بأخِيكَ) وَالْيَد فِي هَذَا الْمَعْنى أوسَعُ وأكثرُ وَقد جَاءَ الِاسْم الْمُفْرد يُرَاد بِهِ التَّثْنِيَة أنْشد أَبُو الْحس: يَدَاكَ يَدٌ إحداهُما الجُودُ كُلُّه وراحَتُك الأُخْرَى طِعَانٌ تُغامِرُه

<<  <  ج: ص:  >  >>