للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - (القِرْدَان والحَلَم وأشباهُهَا)

أَبُو عبيد القُرَاد أوَّل مَا يكونُ صَغِيراً لَا يكَاد يُرَى من صِغَره يُقال لَهُ قُمْقَامَة ثمَّ يَصِير حَمْنَانَةً ابْن دُرَيْد وَهِي الحَمْنَة وَالْجمع حَمْنَانٌ صَاحب الْعين أرضٌ مَحْمَنة كَثِيرةُ الحَمْنَانُ أَبُو عبيد ثمَّ يَصِير قُرَاداً وَالْجمع قِرْدَانٌ وبَعِير قَرِدٌ كَثِيرُ القِرْدَان ابْن السّكيت قَرَّدَت البَعِرَ نَزَعَتْ عَنهُ القُرَاد وَبِه سُمِّيَ الخِدَاع تَقْرِيداً قَالَ وَأَصله أَن اللِّصَّ يَأْتِي البَعِير فيُخَاف شِرَادَهُ فَيَنْزعُ قُرَاده ويَحُكُّهُ حَتَّى يَأْنَسَ بِهِ فَيَقْتَادَهُ فَيَذْهَبُ بِهِ قَالَ

(هُمَّ السَّمْن بالسِّنَّوْت لَا أَلْسَ عِنْدَهُم ... وهُمْ يَمْنَعُون جَارَهُم أَنْ يُقَرَّدَا)

ابْن دُرَيْد القَرُود من الإبِل الَّذِي لَا يَفْزَعُ عِندَ التَّقْرِيد أَبُو عبيد ثمَّ يَصِير حَلَمة وَالْجمع حَلَم وحَلِم الأَدِيمُ حلماً فَهُوَ حَلِم وَقَعَتْ فِيهِ الحَلَمَة وبَعِير حَلِمٌ كَثير الحَلَم ابْن السّكيت عَنَاقٌ حَلِمَة وتَحْلِمَةٌ وحَلَّمَت الحَمَلَ والعَنَاق نَزَعْتُ عَنْهَا الحَلَم وَقد تقدَّم أَن الحَلَمَة دُودة تأكُلُ الجُلُود أَبُو عبيد العَلُّ القُرَاد صَاحب الْعين هُوَ القُرَاد الضَّخْم وَقيل هُوَ القُرَاد الصَّغِير وَمِنْه قيل للمُسِنِّ النَّحِيف عَلُّ أَبُو عبيد الطِّلْح القُرَاد غَيره هُوَ المَهْزُول وَقيل هُوَ العَظِيم مِنْهَا وَالْجمع أَطْلَاحٌ أَبُو عبيد القَتَينُ القُرَاد صَاحب الْعين القَتِين القَلِيل الدَّم مِنْهَا أَبُو عبيد البُرَام القُرَاد ابْن دُرَيْد الحَمَك صِغَار القِرْدَان واحدتُه حَمَكَة وَبِه سُمَّيَت المرأةُ الدَّمِيمَة حَمَكَةً وَقد تقدَّم أَنَّهَا القَمْلَة والعَلَسَة دُوَيْبَّة بالحَلَمة أَو النَّمْلَة وَبهَا سُمِّيَ الرجُل وجمُعها عَلَس صَاحب الْعين العَلَس القُرَاد ابْن دُرَيْد القُرْشثوم القُرَاد العَظِيمُ صَاحب الْعين هُوَ القِرْشَام والقُرَاشِمُ وَقَالَ قُرَادٌ رَاتِخٌ وَهِي قِطَعٌ تكُون فِي الجِلْد وَقَالَ جَذَا القُرَادُ فِي جَنْبِ البعيرِ جُذُوّاً لَصِقَ بِهِ ولَزِمَه غَيره العِلْهِزُ القُرَاد الضَّخْمُ وَقد تقدَّم أَنه ضَرْب من الطَّعَام

٣ - (مَشْيُ الهَوامِّ)

ثَعْلَب اهْتَمَشَتْ الهامَّةُ مَشَتْ وعمَّ بِهِ أَبُو عبيد فَقَالَ اهْتَمَشَتِ الدابَّةُ أَو اهْتَشَمَتْ الشَّكُّ مِنْهُ أَبُو زيد مَزَاحِفُ الحَيَّات آثارُها وأصلُه من التَّزَاحُّف وَهُوَ الانْجِرَار وكل مَا ثَقُلَ فَدَنَا إِلَى الأَرْض فقد تَزَحَّفَ وزَحَفَ وأزْحَفَ وَأنْشد

(تَرَاجَنِ مَلْحَاحٌ إِلَى الأرضِ مُزْحِفُ ... )

وَمِنْه تَزَحَّفَ الصبيُّ على اسْتِه أَبُو زيد هَمَّت تَهِمُ هِمِيماً مَشَتْ وَبِه سُمِّيَتْ الهامَّة صَاحب الْعين دَبَّ النَّمْلُ وغيرُه من الحَيَوَانِ يَدِبُّ دَبِيباً مَشَى على هِينَتِه والدابَّة مَا دَبَّ من الحَيَوانِ وَفِي النزيل {واللهُ خَلَقَ كُلَّ دابَّةٍ من ماءٍ} {النُّور ٤٥}

<<  <  ج: ص:  >  >>