للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الغرائز]

أَبُو عبيد، إنَّه لَكَرِيم الطَّبِيعة، غَيره، إِنَّه لَكَرِيم الطِّبَاع والطَّبْع، قَالَ أَبُو عَليّ، الطَّبْع مصدرٌ ثمَّ كَثُر فسُمِّي بِهِ الطِّباع، قَالَ، وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس أحمدُ بنُ يحيى الطَّبْع والطِّبَاع كالنَّجْر والنَجار وحَقِيقة الطَّبْع الخَتْمُ وَلذَلِك قيل للطابَع خِتَام وَقَالُوا الطابَعُ والخاتَمُ وَقَالُوا خَتَم عَلَيْهِ وطَبَع بِمَعْنى وَقَالُوا طَبَعه فعُدِّى بِلَا حَرْف وَلَا يمْتَنع ذَلِك فِي الْقيَاس فِي خَتَم قَالَ: كأنَّ قُرَادَىْ زَوْرِه طبَعَتْهما بطِينٍ من الجَوْلانِ كُتَّابُ أعْجَم وَقد رُوِي عَن الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى مِنْ رَحِيق مَخْتومِ ختَامُه مِسْك أَنه قَالَ مَقْطَعه مِسْك وأظُنُّ أَبَا عُبَيْدَة اعْتبر مَا رُوِي عَن الْحسن فِي تَفْسِيره الْآيَة لِأَنَّهُ قَالَ فِي قَوْله يُسْقَوْن من رَحِيقٍ مَخْتوم لَهُ خِتَام - أَي عاقِبَةُ خِتَامه مِسْك وَأنْشد لِابْنِ مقبل مِمّا يُفَتَّق فِي الحانُوتِ ناطِقُها بالفُلْفُل الجَوْنِ والرُّمَّانُ مَخْتومُ فتأوّل الخِتَام على العاقِبَة لَيْسَ على الخَتْم الَّذِي هُوَ الطَّبْع وَهَذَا قولُ الحسَن مقْطَعه مِسْك وَلَا يَسْتَقيم أَن يُتَأوَّل المَخْتوم فِي الْآيَة فِي صِفَة الرَّحِيقِ على معنَى الخَتْم الَّذِي هُوَ الطًَّبْع لقَوْله وأنْهارٌ من خَمْر لَذَّةٍ للشارِبِين، وَأما قَوْله تَعَالَى وخاتِم النبِيِّين فخاتِمٌ اسمُ فاعِل من خَتَمهم - أَي صَار آخِرهم والأحسنُ أَن تَجْعله اسمَ فاعِل ماضٍ ليكُون مَعْرِفة لِأَن قبله معرِفةٌ وحُكم الْمَعْطُوف أَن يكُون مُشَاكلاً للمعطوف عَلَيْهِ وَقد يجوزُ أَن يُنْوى بِهِ الانفصالُ وَإِن كَانَ ذَلِك فِيمَا مَضَى على أَن يَحْكىَ الْحَال الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا وَإِن كَانَت القِصَّة فِيمَا مَضَى كَقَوْلِه تَعَالَى وكَلْبُهم باسِطٌ ذِرَاعَيْه بالوَصِيد فَحَكى مَا كَانَ، وَقَالَ صَاحب الْعين، الطَّبِيعة، - الخَلِيقة طَبَعه عَلَيْهِ يَطْبَعُه طَبْعاً - خَلَقَه والجِبِلّة - الطَّبِيعة وَقد جَبَله الله على الشيءِ - طَبَعه وجَبَل اللهُ الخَلْق يَجْبِلُهم ويَجْبُلُهم - خَلَقهم، غَيره، رجُل مَجْبول - غليظ الجِبْلة، ابْن السّكيت، إِنَّه لكَرِيم النَّحِيزَة - أَي الطَّبِيعة وَقد تقدم أَن النَّحِيزة النفْسُ، أَبُو عبيد، إِنَّه لَكَرِيم السَّلِيْقة - أَي الطَّبِيعة وَمِنْه قيل فلانٌ يَقْرأُ بالسَّلِيقة - أَي بطَبِيعته وَلَيْسَ بتَعْلِيم، قَالَ أَبُو عَليّ، النسَب إِلَى السَّلِيقة سَليقِيُّ وَهُوَ مِمَّا شذَّ فثبتَ فِيهِ حَرْف اللِّينِ الزائدُ، أَبُو عبيد، إِنَّه لَكَرِيم الخَلِيقة - أَي الطَّبِيعة، غَيره، هِيَ الخَلِيقة وجَمعها خَلَائِقُ والخُلْق والخُلُق والجَمع أَخْلاق وتَخَلَّق بِالْأَمر - اظْهر أنَّه من خُلُقه والمُخَالقة كالتَخلُّق والخُلُق العادةُ، أَبُو عبيد، إِنَّه لَكَرِيم النّحِيتة - أَي الطَّبِيعة، أَبُو عَمْرو، الكَرَم من نَحْته - أَي أصلِه، أَبُو عبيد، إِنَّه لَكَرِيم الغَرِيزة، صَاحب الْعين، هِيَ الطَّبِيعة من خَيْر أَو شَرٍّ والسُّرْجُوجة والسِّرْجِيجَة والسَّجِيَّة والدَّسِيعة والشِّيمَة، أَبُو زيد، وَهِي والشِّئْمة رَوَاهَا ابْن جنى مَهْمُوزَة والخِيمُ، ابْن دُرَيْد، الخِيمُ فارسيُّ معرَّب وَقيل هُوَ سَعَة الخُلُ، أَبُو عبيد، الفَصَاحة من تِقْنه وسُوسِه - أَي طَبْعه، ابْن السّكيت، إِنَّه لَكَرِيم التُّوس والضَّرِيبةِ والسَّجِيحة - أَي الطَّبِيعة

<<  <  ج: ص:  >  >>