للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

_ فَجعله جارًا كَمَا جعله الأول خَلِيطًا وَجعله أَخا سَلْوة لأَنهم فِي سلوة ورخَاء مَا كَانَ الرُّطْب وأَمْكَنَ الجُزْء أَبُو زيد ذَهَبَ الجُزْء وَجَاءَت الشَّرَبَةُ وَذَلِكَ إِذا عَطِش المالُ بعد الجُزْء

٣ - بَاب وِرْد الْإِبِل

٣ - الْأَصْمَعِي وَرَدَت الْإِبِل وُرُودًا غير وَاحِد أَوْرَدْتُها وَالِاسْم الوِرْد أَبُو المَضَاء أَقْبَلَتْ إِبْلِي أفواهَ الْوَادي واسْتَقَبَلْتُهَا إِيَّاه عَرَضْتُه عَلَيْهَا وَقد قَبَلَتْه تَقْبُله قُبُولاً عليّ لَا أقرف اسْتَفْعَلْت من هَذَا النَّحْو متعديةٌ إِلَى مفعولين الْأَصْمَعِي الظِّمْءُ مَا بَين الشَّرْبَتين وَالْجمع أظماء وَيُقَال مَا بَقِيَ من فلَان إِلَّا ظِمْءُ حمَار أَي قليلٌ وَذَلِكَ أَن الْحمار يشرب كل يَوْم ابْن السّكيت نَسَأْتُ فِي ظِمْءِ الْإِبِل زِدْتُ فِي ظِمْئِها يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ابْن دُرَيْد أَنْسَأُ نَسْأً ونَسَأْتُها عَن الحَوْضِ أخَّرتُها عَنهُ الْأَصْمَعِي أوَّلُ الأَظماء وأقْصَرُها الرَّغْرَغَة وَذَلِكَ أَن يَدَعَها على المَاء أَن تشرب كلما شَاءَت ابْن دُرَيْد الرَّغْرَغَة أَن يُورِدها يَوْمًا بِالْغَدَاةِ وَيَوْما بالعَشيّ أَبُو عبيد إِذا أرسلها على المَاء كلما شَاءَت وَرَدَتْ بِلَا وَقت فَذَلِك الإِرْباغُ وَيُقَال تُرِكَتْ إبلُهم هَمَلاً مُرْبَغًا الْأَصْمَعِي وَإِذا شربت كلَّ يَوْم فَهِيَ رَافِهَة وَأَهْلهَا مُرْفِهُون وَاسم ذَلِك الظِّمْءُ الرِّفْهُ أَبُو عبيد أرْفَهْتها ورَفَهَت رِفْهًا ورَفْهاً ورُفُوهًا واستعاره لبيد للنَّخْل فَقَالَ

(يَشْرَبْنَ رِفْهًا عِرَاكًا غيرَ صادرةِ ... فكُلُّهَا كارعٌ فِي المَاء مُغْتَمِر)

_ الْأَصْمَعِي فَإِذا شربت يَوْمًا غُدُوةٌ وَيَوْما عَشِيَّة فاسم ذَلِك الظِّمْءِ العُرَيْجَاءُ ابْن دُرَيْد صَبَحْتُ الإبلَ سَقَيْتُها فِي أوَّل النَّهَار وَالْقَوْم مُصْبِحُون الْأَصْمَعِي فَإِذا شَرِبتْ كلَّ يَوْم نصفَ النَّهَار فاسم ذَلِك الظِّمْءِ الظاهرةُ وَهِي إبل ظواهِرُ وَالْقَوْم مُظْهِرون أَبُو زيد شرِبت قائلةٌ كَذَلِك وَقد أَقَلْنَاها وقَيَّلنَاها الْأَصْمَعِي فَإِذا شَرِبت يَوْمًا وَغَبَّت يَوْمًا فَذَلِك الغِبُّ أَبُو عبيد أَغْبَبْتُها حَتَّى غَبَّتْ تَغِبُّ غَبًّا وغُبُوبًا وَقد أغببتها وَقيل الغِب لِيَوْمَيْنِ وليلتين صَاحب الْعين الثِّلْثُ فِي مَوَارِدِ الْإِبِل ظِمْءُ يَوْمَيْنِ مَعَ شَرْبَتين وَلَكِن لم يسْتَعْمل إِنَّمَا يخرج فِي الْقيَاس على الأظماء أَبُو عبيد فَإِذا ارْتَفع عَن الغِبِّ فالظِّمْء الرِّبْع وَالْإِبِل رَوَابع وصاحبها مُرْبعٌ وَقيل الرِّبْع أَن تُحبس عَن المَاء أَرْبعا ثمَّ تَرِدَ اليومَ الْخَامِس وَقيل هُوَ أَن تَرِدَ اليومَ الرَّابِع وَقيل هُوَ لثلاثِ ليالٍ وأربعةِ أَيَّام أَبُو عبيد ثمَّ الخِمْسُ وَقيل هُوَ أَن ترد الماءَ الْيَوْم الْخَامِس وَالْجمع أَخْمَاس وَقد خَمَسَتِ الإبلُ أَبُو عبيد وصاحِبُها مُخْمِس قَالَ الْأَصْمَعِي أَخْبرنِي أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء عَن رؤبة قَالَ سَمِعت أبي يتعجب من قَول الْقَائِل

(يُثِيرُ ويُذْرِي تُرْبَهَا ويَهِيله ... إثارةَ نَبَّاثِ الهَوَاجِر مُخْمِس)

_ ثمَّ كَذَلِك إِلَى العِشْر فِي الْإِبِل وأصحابها فَإِذا زاجت فيس لَهَا تسميةُ وِرْدٍ وَلَكِن يُقَال هِيَ تَرِد عشْرًا وغِبَّا ثمَّ كَذَلِك إِلَى العِشْرَين فَيُقَال حِينَئِذٍ ظَمْؤُهَا عِشْرَانِ فَإِذا جَازَت العِشْرَيْن فَهِيَ جَوَازِئُ الْأَصْمَعِي وَالْقَوْم مُجْزِؤن أَبُو عبيد فَإِن كَانَت بعيدَة المَرْعَى من المَاء فأوَّلُ ليلةٍ يوجهها إِلَى المَاء ليلةُ الحَوْزِ وَقد حَوَّزْتُها وَأنْشد

(حَوَّزَها من بُرَقِ الغَمِيم ... أَهْدَأُ يمشي مِشْيَةَ الظَّلِيم)

<<  <  ج: ص:  >  >>