للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَعْنِي اللَّبن هُوَ دَواء المَرِيض، قَالَ، واللَّبَن لَيْسَ يُسمَّى بالقَفِيِّ وَلكنه كَانَ رُفِع لإنسانٍ خُصَّ بِهِ يَقُول فآثرت بِهِ الفَرسَ والعُفَاوَةُ - مَا يُرْفَع من المَرَق للإِنْسان وَأنْشد: وباتَ وَلِيدُ الحَميِّ طَيَّان ساغِباً وكاعِبُهم ذاتُ العُفاوةِ أسْغَبُ ويُروى ظَمْآن ساغِبا ويروى ذاتُ القَفاوة والعوَادة - مَا أْعِيد على الرَّجُل من الطَّعام بعد مَا يَفْرُغ القومُ يُخَصُّ بِهِ، صَاحب الْعين، عَجَفْت نَفْسِي عَن الطعامِ أعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوفا وعَجَّفتها - أمْسكتُها عَنهُ وَأَنا أشْتهيه لأُوثِرَ بِهِ جائِعاً وَلَا يكونُ التَّعْجِيف إِلَى على الجُوع وَأنْشد: لم يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ وَلَا تُمَيْراتٌ وَلَا تَعْجِيفُ

٣ - (نُعُوت الطعامِ من قِبَل لِينة وخُشُونِته ونُجُوعه)

قَالَ أَبُو عَليّ، قَالَ أَبُو العَبَّاس طعامُ لَذٌّ - لَذِيذ وَقد لَذِذْت بِهِ والْتَذَذت وَقد يَقَع على الشَّراب وعَلى كُل مُلْتَذٍّ وَقَالُوا الُلذَاذ والَّلذَاذَة كَمَا قَالُوا الرَّضَاع والرَّضَاعة، أَبُو زيد، المَجْهُود - المُشْتَهَى من الطَّعَام واللَّبَن، أَبُو عبيد، طعامٌ سَيِّغٌ لَيِّغ إتباع - أَي يَسُوغ فِي الحَلْق، ابْن دُرَيْد، سائِغٌ لائِغ، ابْن السّكيت، ساغَ الرجلُ طعامَه يَسِيغُه ويَسُوغه والجيِّد أساغَ بِالْألف، غَيره، وَقد سَوَّغته إِيَّاه وساغَ هُوَ نَفْسُه وانْساغَ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الشَّراب، أَبُو عبيد، دَهْمَقْت الطعامَ ودَهْقنَتْه - ألنْتُه وأصْل الدَّهْقَنة الكَيْس، أَبُو زيد، هَنَأنِي الطعامُ يُهَنِئُنُي ويَهْنَؤُنِي هِنْأً وهَنْأَتِنِيه العافِيةُ وَالِاسْم الهَنَاء وَمَا كَانَ هَنِيأ وَلَقَد هَنُؤ ُهَنَاءةً وهَنَأَةً وهِنْأ وأصل الهَنِيء والمهْنَا مَا أتَاك فِي غير مَشَقَّة، ابْن السّكيت، ويُقال هَنَأنِي الطَّعَام مريأً ومَرَأنِي فَإِذا افردُوه قَالُوا امْرأنِي، قَالَ أَبُو عَليّ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَقَالُوا هَنِيأ مَرِيأُ - أَي ثَبتَ لَك هَنِيأ، قَالَ، وأمَّا قَوْلهم هَنأنِي ومَرأني فإتباع وَهُوَ مِمَّا يُجْرون على الكَلِمة مَا يُجْرون على أخُتِها أَلا ترى إِلَى قَول الراجز: عَيْناء حَوَراء من العِينِ الحِيْر فَهَذَا لَا يُخْلو من أَن يَكونَ كَسَر لتَسْوِية الرِّدْف وَهَذَا لَيْسَ بلازِم لِأَن الْيَاء تَصْحَب الواوَ أَلا ترى إِلَى قَوْله فِي هَذِه القصيدة: يَرْتَشِفُ البَوْلَ ارْتِشافَ المَعْذُور فقد تبين أَنه لم يُضطَر إِلَيْهِ من هَهنا وَلَا يجوز أَن يكون فَعَله للضَّرورة وذَهاباً إِلَى تعدِيل الأجْزاء لِأَن الْأَبْنِيَة متساوِيَةٌ فِي الْأَجْزَاء فَثَبت أَنه بَدَل اختيارِيٌّ إتباعي وَقد عَمِل النحويُّون مثلَ هَذَا فِي الْإِعْرَاب لذِي لَا يَلَحق ذاتَ الْكَلِمَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ، وَهَذَا شَيْء استَكْرَهه النحويُّون وَهُوَ ضَعِيف قَالُوا ويحٌ لَهُ وتَبٌّ وتَبَّا لَهُ وَيْحا فَجعلُوا الوَيْح بمَنْزِلة تَبٍّ والتَّبَّ بِمَنْزِلَة وَيْح، صَاحب الْعين، اسْتَمْرأت الطعامَ - وَجَدْته مَرِيأً، أَبُو عَليّ، المُرُوءة مَشتَقٌّ من ذَلِك كَمَا جَعَلوا الهَضْم فِي العَطاء مُتَابعا لهَضْم الطَّعامِ قَالَ: فأَحْلامُ عادٍ وأيْدٍ هُضُمْ وقدَ تكون المُرُوءة فُعُولة من المَرْء كالرُّجُولة والفُتُوَّة يَدُلُّ على ذَلِك قولُ عمر رضى اللهُ عَنهُ إِن كانَ لُكما عَقْل فلَكُما مُرُوءة فتعْلِيقة المُرُوءة بالعَقْل الَّذِي هُوَ فَضْل الإِنسان دليلٌ على ذَلِك، قَالَ صَاحب الْعين، طعامٌ عَفِصٌ - بَشِع يَعْسُر ابْتِلاعه، ابْن السّكيت، طعامٌ خَشِنٌ بيِّن الخُشُونة والخُشْنة، ابْن دُرَيْد، طعامٌ جَشِب بيِّن الجَشَابة والجُشُوبة - خَشِن المَأْكل، صَاحب الْعين، نجَع فِيهِ الطَّعَام يُنْجَع نُجُوعا - غَذَّاه والنُّجُوع - مَا نجع

<<  <  ج: ص:  >  >>