للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

موضِعٌ يُعْزَل للنَّحْل مُنْتَبِذٌ عَن البُيُوت فَتُنَضِّدها سافًا سافًا على نَشْز من الأَرْض وتُخَالَفُ بَين أَبْوَابهَا أبوابُ سافٍ إِلَى أدبارِ سافٍ كَذَلِك حَتَّى تُنَضَّد جَمِيعًا ثمَّ تُغَطَّى بنَجَبِ الشَّجَر لتُكِنَّها والُّلوْث والطَّرْد فِرَاخُ النَّحْل وَجَمعهَا طُرُود ابْن دُرَيْد الرَّصَع فِرَاخُ النَّحْل الْوَاحِدَة رَصَعةٌ صَاحب الْعين هُوَ الرَّضَع والواحدة بِالْهَاءِ قطرب الدَّيْسَمُ وَلَدُ النَّحْل وَقد تقدَّم أَنه وَلَدُ الدُّب أَبُو حَاتِم الفُرُوق أولادُ النَّحْل أوَلُ أَوْلَادهَا إِنَّمَا تَذْرُق الصَّوْبَ فِي عُيُون الشَّهَاد فَإِذا ذَرَقَتِ الصَّوْبَ سُمِّيَ ذَلِك الصوبُ العَمِيَّ والدُّجَى يكونُ بَمَنْزِلَة الَبْيض الصَّغار ثمَّ يّعودُ دُودًا ثمَّ يَصِير نَحْلاً فَإِذا نَفَر من الشِّهاد قيل لَهُ قد اجْتَلَى فَإِذا خَرَجَ وآبَ مَعَ أمَّهاته قيل قد رَشَح فَيكون كَذَلِك حَتَّى يُفَرِق فَإِذا فَرَّقَ فَهُوَ خَرْج تِلْكَ الْأَوْلَاد فَيَأْخُذ الرجلُ أميرها - وَهُوَ اليَعْسُوب حَتَّى يَنْثَال - وَهُوَ أَن يجتَمع فِي الشَّجرة أَو فِي الجُدر فيتعَلَّق بِهِ فأوَّل فُروق النَّحْل بِكْرُها وَهُوَ خيرُ فُرُوقها حِين تُفَرِّق ثّمَّ مَا يفِّرق بِعْ البِكْر فَهُوَ الثِّنْي والثِّلْث وأكثرُ من ذَلِك فَإِذا تَنَاهَتْ عَن التفريقِ قيل قَارَتِ النحلُ وَمَا بَيْنَ أَن تُذْرِقَ النحلُ إِلَى أَن تُخْرج عَمِيَّة قدرُ جُمُعَة وبَيْنَ بَكْرَةٍ وَثِنْيَّة جمعةٌ فَكَذَلِك إعْمِاءُ النحْلِ وتَفْرِيقُها وَيكون اليُعْسُوب فِي طَرَف الشَّهد مَا كَانَ لوثُه وَهُوَ شَبِيه بغِرْقِئِ قَالَ وَقَالَ بَعضهم هُوَ الصَّوبُ ثمَّ الحَويُّ ثمَّ لَا يَزَال صَوْبًا حَتَّى يُخَلَّقُ وَهُوَ حَوِيُّ ثمَّ لَا يَزَال حَوِيًا حَتَّى يَتِمَّ خلْقُه ثمَّ لَا يزَال رَبْعًا حَتَّى يَسْتَنْفِرً أَبُو حنيفَة عَنَاقيد الفِراخ مَا يَخْرُج من الجِبْح فِي شَكْل العُنْقُود والْتِفَافِهِ والعَرَبُ تُسَمِّي النَّحْل فِي حِدْثان مَا تَخْرُج فِرَاخُها المَرَاضِيعُ والفِرَاخَ الرّضَع وَلَيْسَ ثمَّ رِضَاعَ وَهَذَا اسْتِعَارَة وَأنْشد

(يَظَلُّ على الثَّمْراءِ مِنْهَا جَوَارِسٌ ... مَرَاضِيع صُهْبُ الرِّيشَ زُغْبٌ رِقَابُها)

يَعْنِي بالرِّيش أجنِحَتَها فَإِذا لَحِقَت الفِرَاخُ فَتَمَّت نَحْلاً فَهِيَ نَحْلٌ أبكارٌ إِلَى أَن تُفَرِخُ وَإِذا دُخِّنَت الخَلِيَّة يُريدُون شِيَار العَسَل فَذَلِك الجَلَاء وَقد جَلَاهَا وَهِي جَلْوَة النَّحْل أَي طَرْدها بالدُّخَان أَبُو عبيد جَلَوت وأجْلَبت وجَلَا هُوَ وأجْلَى أَبُو حنيفَة واسمُ ذَلِك الدُّخان الَّذِي يُجْلَى بِهِ الإيَام وَلَا يُقال لغيره من الدَّوَاخِن إيَامٌ وَأنْشد

(فَلمَّا جَلَاهَا بالإيَام تَحَيَّزَتْ ... ثُبَاتْ عَلَيْهَا ذُلُّها واكْتِئَابها)

اكْتَأَبتْ لأخذ عَسَلَها ويُقال من الإيَام آمَهَا إيَامًا وآمَ عَلَيْهَا فأمَّا الشَّجَر الَّذِي يُعَسِّل عَلَيْهِ فَمِنْهُ النَّدْغُ والسَّحاء والشَّيْعَةُ والضُّرْم والسَّدر والضَّهْيأ والقَتَاد والمَظُّ أَبُو حَاتِم السَّلِيق مَا بَنَتْهُ النحلُ فِي طُول الخَلِيَّة والكَفُّ مَا بَنَاهُ فِي عَرْضِ الخَلِيَّة وَهُوَ أحسَنُ البِنْيَتَينِ وَرُبمَا قيل لصاحِب النَّحْل أشْنِقْ خَلِيَّتِك فَيَعْمَد إِلَى عُود فيَبْريه ويُثْبِتُه فِي أسفَل القُرص وَأَعلاهُ ثمَّ يُقِيمه فِي عَرْض الخَلِيَّة إِذا أرضَعَتِ النحلَ وَاسم النَّحْل الَّتِي لَهَا الرَّضَعُ الوَثّنُ كَثُرَ والجِيَاء بُيُوت الزَّنابِير قَالَ وَيُقَال للنَّحْل ذُبَاب الخَصْب وذُبَاب الرَّبِيع صَاحب الْعين العَرْض والعَارَض الْكثير من النَّحْل وَقد تقدَّم أَن الْكثير من الجَرَاد الْفَارِسِي إِنَّمَا هُوَ من العَارِض وَهُوَ السَّحَاب

٣ - (آفاتُ النَّحْل)

أَبُو حَاتِم مِمَّا يَضُرُّ بالنَّحل العُثُّ وَهُوَ دُود يُخْلَق فِي البِنْيَة والصمْل فَرَاس عَظَام يَظْهر بِاللَّيْلِ وَقيل الصَّمل دابَّة مثلُ الدَّبْر يحتَمِل النحلَ والفَرَاش إِذا صَار فِي الخَلِيَّة أنْتَنَتْ ويظهرَ فِيهَا فينفِر النَّحْل عَن الخَلِيَّة والقَوَارِي وَهِي الخُضَيْراء والدَّبْر والذَّرُّ فَأَما العَسَل فقد قدّمت ذكره

<<  <  ج: ص:  >  >>