(على حالةٍ لَو أنَّ فِي الْقَوْم حاتِماً ... عَلَى جُودِهِ لَضَنَّ بالماءِ حاتِمُ)
(والعَضُدُ) مُؤَنّثَة وَرُبمَا ذكر وفيهَا خمس لُغَات وعَضْدٌ وعُضُدٌ وعُضْدُ وعَضِدٌ وَفِي التَّنْزِيل: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} [الْقَصَص: ٣٥] وَالْجمع أعْضاد وَقد عَاضَدْتُكَ - أَي قَوَّيْتُكَ وأَعَنْتُكَ وَإِذا نسبتَ الرجُل إِلَى ضِخَمِ العَضُدَيْنِ قلتَ رجل عُضَادِيٌّ وَيَقُولُونَ للْمَرْأَة يَا عَضَادِ مثل يَا قَطامِ (الضِّرْسُ) مُذَكّر وَرُبمَا أنث على معنى السِّنِّ قَالَ دُكَيْنٌ الراجز:
(فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وَطَنَّتْ ضِرْسُ ... )
ورَدَّه الْأَصْمَعِي وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ وَطَنَّ الضِّرْسُ وَيُقَال أضراس وَيلْزم من أنث أَن يَقُول ثَلَاث أضراس فَأَما الضاحك والناجِذُ فمذكران والأَْحَاءِ كُلُّها مُؤَنّثَة قَالَ أَبُو حَاتِم وَأنْشد أَبُو زيد فِي أُحْجِيَّةٍ:
(وسِرْبٍ مِلَاحٍ قد رَأينَا وُجُوهَهُ ... إناثِ أدانِيهِ ذُكُورٍ أواخِرُهْ)
السِّربُ الْجَمَاعَة وَأَرَادَ الأسنانَ لِأَن أَدانيها الثَّنيَّة والرَّباعِيَةُ مؤنثتان وَبَاقِي الأسنانِ مُذَكّر مثل الناجِذِ والضِّرْسِ والنَّابِ
مَا يذكر وَيُؤَنث من سَائِر الْأَشْيَاء
من ذَلِك (السُّلْطانُ) يذكر وَيُؤَنث والتانيث أَكثر فَأَما كل مَا جَاءَ مِنْهُ فِي الْقُرْآن يُراد بِهِ الحُجَّة فمذكر كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَوْ لَيَأْتِيَّنِي بِسُلْطانٍ مُبِين} [النَّمْل: ٢١] وَقَوله: {واجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيرا} [الْإِسْرَاء: ٨٠] وَقَالُوا: السّلْطانُ وهم اسْم حَكَاهُ سيبوه والقولُ فِيهِ من التَّذْكِير والتأنيث كالقول فِي المُسَكَّنِ الثَّانِي فَأَما قَول الشَّاعِر:
(إنَّ الثِّنى سَيِّدُ السُّلْطانِ ... )
فَإِنَّهُ وَضَعَ السلطانَ وَجعله اسْما للْجِنْس وَمن ذَلِك (السَّراوِيلُ) يذكر وَيُؤَنث قَالَ الشَّاعِر فأنث فِي التانيث:
(إَرَدْتُ لَكَيْمَا يَعْلَم الناسُ أنَّها ... سَراويل قَيْسٍ والوُفُودُ شُهُود)
(وأنْ لَا يقولُوا غابَ قَيْسق وهذِه ... سَراويلُ عادِيِّ نَمَتْهُ ثَمُودُ)
وَقَالَ الفرزدق فَذَكَّر فِي التَّذْكِير:
(سَرَاويلُه ثُلْثا عَشِيرٍ مُقَدَّرٌ ... وسِرْبَالُه أضْعَافُه وَهُوَ خَالِصُ)
أَبُو حَاتِم: هُوَ مؤنث لَا غير قَالَ سِيبَوَيْهٍ: السَّراويلُ فارسيٌّ مُعرب جَاءَ بِلَفْظ الْجمع وَلذَلِك لم يصرف وَلَيْسَ بِجمع وَحكى أَبُو حَاتِم أَن من الْعَرَب من يَقُول سِرْوَالٌ كَأَنَّهُ فَارسي وَحكي عَن أبي الْحسن أَنه سمع من