للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كأنَّها مِثْلُ من يَمشي على رُودِ وَلَيْسَ هَذَا الْقسم من غَرَض هَذَا الْبَاب وتلحق رُوَيْداً الكافُ وَهِي فِي مَوضِع أَفْعَل وَهَذِه الْكَاف إِنَّمَا لَحِقَت لتبيين المخاطَب الْمَخْصُوص وَلَيْسَت باسمٍ وَإِنَّمَا هِيَ ككاف النجاءَكَ وكافِ أرأيتَكَ زيدا مَا حالُه وكاف ذَلِك وللنحويين فِيهِ تَعْلِيل لَا يَلِيق ذكره بِهَذَا الْكتاب لطوله، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقد حدَّثنا من لَا نتَّهِم أَنه سَمِعَ من الْعَرَب من يَقُول رُوَيْدَ نفسِه جعله مصدرا بِمَنْزِلَة ضَرْبَ الرِّقاب وعَذيرَ الحَيِّ وَنَظِير الْكَاف فِي رُوَيْد فِي الْمَعْنى لَا فِي اللَّفْظ لَكَ الَّتِي تجيءُ بعد هَلُمَّ فِي قَوْلك هَلُمَّ لَك فالكاف هَهُنَا اسمٌ مجرور بِاللَّامِ وَالْمعْنَى فِي التوكيد والاختصاص بِمَنْزِلَة الْكَاف الَّتِي فِي رُوَيْد وَمَا أشبههَا كَأَنَّهُ قَالَ هَلُمَّ ثمَّ قَالَ إرادتي هَذَا لكَ فَهُوَ بمنزلةِ سَقْيَاً لَك وَإِن شئتَ هَلُمَّ لي بِمَنْزِلَة هاتِ لي. أَبُو عبيد: حاءِ بكَ علينا وخاءِ بكُما وخاءِ بكم: أَي اعْجَلْ، وأنْشَد: بخاءِ بكَ الحَقْ يَهتِفونَ وحَيَّهَلْ وَكَذَلِكَ للمؤنث. ابْن دُرَيْد: كلمةٌ للْعَرَب يَقُولُونَ للرجل عِنْد إِمْكَان الأمرِ والإغراء بِهِ هَيْسِ هَيْسِ وَتقول هَيْكَ هَيْكَ: أَي أسْرِعْ فِيمَا أنتَ فِيهِ، وَقَالَ: جمالَكَ أَن تفعلَ كَذَا: أَي لَا تَفْعَله، والزَمِ الأمرَ الأجملَ.

وَمِمَّا يُؤمر بِهِ من المبنيات قولُهم

هاءَ يَا فَتى وَمَعْنَاهُ تَناوَلْ ويفتحون الْهمزَة ويجعلون فتحهَا عَلَمَ المذكَّر كَمَا تَقول هاكَ يَا فَتى فتجعل فَتْحة الكافِ علامةَ المذكَّر ويُصَرِّفونها تصريفَ الكافِ فِي التَّثْنِيَة والجمعِ والمؤنَّث وَيَقُولُونَ للاثنين المذكَّرين هاؤُما وللجميع هاؤُموا وهاؤُمْ قَالَ الله تَعَالَى: (هاؤٌمْ اقْرَؤا كِتابِيَهْ) . وللمؤنثة الْوَاحِدَة هاءِ يَا امرأةُ بِهَمْزَة مَكْسُورَة بِغَيْر يَاء ولجماعة المؤنَّث هاؤُنَّ يَا نِسوةُ وَهِي أجودُ اللُّغات وأكثرُها وَبهَا جَاءَ الْقُرْآن وَمِنْهُم من يَقُول للرجل هاءِ يَا رجل على وزن عاطِ يَا رجل وَالْأَصْل هاءِيْ بِالْيَاءِ ومثاله من الْفِعْل فاعلْ كَمَا تَقول قاتِلْ يَا رجل وَسَقَطت الياءُ لِلْأَمْرِ وَمثله هاتِ يَا رجل وتتصرف كَمَا تتصرف هاتِ تَقول للاثنين هائِيا كَمَا تَقول هاتِيا وللجماعة المذكَّرين هاؤُا كَمَا تَقول هاتوا وللمرأة هاءِي يامرأةُ وللجماعة من النِّسَاء هائينَ يَا نِسوةُ فَأَما مَا يرْوى أَن عليَّاً رَضِي الله عَنهُ قَالَ: (أفاطِمَ هاءِ السَّيْفَ غَيْرَ مُذَمَّمِ) . فَيحْتَمل أَن يكون من هَذِه اللُّغَة وسقطَتِ الياءُ مِنْهَا لمجيء اللامِ الساكنةِ بعْدهَا وَمِنْهُم من يَقُول هاكَ يَا رجل وهاكُما يَا رجلَانِ وهاكُما يامرأتان وهاكُموا يَا رجالُ وهاكُمْ وهاكِ يامرأةُ وهاكُنَّ يَا نِسوةُ وَمِنْهُم من يَقُول هَأْ يَا رجلُ وهَآ يَا رجلَانِ كَمَا تَقول طَأْ يَا رجلُ وطَآ يَا رجلانِ وهَبْ يَا رجل، وهَبا يَا رجلَانِ وهَأُوا يَا رجال كَمَا تَقول هَبوا يَا رجالُ ... . وَهَذِه اللُّغة يُشبه أَن يكون فاءُ الْفِعْل فِيهَا واواً مثل وَهَبَ يهَبُ وَمِنْهُم من يَقُول هَا مهموزاً وَغير مَهْمُوز يَا رجلُ وَيَا رجلَانِ وَيَا رجال وَهَا يامرأةُ وَهَا يَا نِسْوةُ جَعَلُوهُ صَوْتَاً لم يُلحِقوا فِيهِ عَلَامَات الْخطاب كَقَوْلِهِم طَهْ يَا رجلُ وطَهْ يَا رجلَانِ وَكَذَلِكَ الْجَمَاعَة والمؤنَّث وجماعتُها.

وَمن المبنيات العَدَد

من أحد عشرَ إِلَى تِسعةَ عَشَرَ يكون النَّيِّف والعَشَر مفتوحين جَمِيعًا تَقول أحد عَشَرَ وثلاثةَ عَشَرَ وَالَّذِي أوجبَ بناءهما أَن التقديرَ فيهمَا خمسةٌ وعشرةٌ فحذفت الواوُ وتضمنتا مَعْنَاهَا فاختير لَهما الفتحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>