للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذكَر والأنْثَى وَقد غلَب التأنيثُ وهمزته زَائِدَة وَقد قدمتُ تَعْلِيله ووجْهَ [ ... .] فِي بَاب الأَرانِب من هَذَا الْكتاب فَأَما قَوْله: " فِي كِساءٍ مُؤَرْنَبِ " فعلى قَوْله:

(وصالِياتٍ ككَمَا يُؤَثْفَيْنْ ... )

وَكَقَوْلِه:

(فإنَّه أهْلٌ لِأَن يُؤَكْرَما ... )

وَإِنَّمَا الصَّحِيح الآتِي على السَّعَة والاختِيار كِسَاء مُرْنَبٌ كَمَا قَالَ: " فِي ثِيابِ المَرانِب " والخِرْنِق - ولَد الأرْنَب والغالبُ عَلَيْهِ التأنيثُ والضَّيْوَنُ - وَهُوَ السِّنَّوْر يَقع على المذكَّر والمؤنث قَالَ الْفَارِسِي وَغَيره من النحويِّين: طيْوَن وَإِنَّمَا هُوَ من بَاب مَكْوَزَة ومَرْيمَ وحَيْوةَ حِين قَالُوا رجَاءُ بنُ حَيْوةَ فِي الشُّذوذ والهِر يقَع على المذكَّر ويكسَّران على قِطَاط وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ الهِرُّ والسَّنَّور والسِّنَّورة و [ ... .] قليلتان

وَمِمَّا يقَع على الْمُذكر والمؤنث

الجَيْأَلُ - وَهِي الضَّيْع يُقَال هِيَ جَيْألٌ أُنْثى وتُسَمَّى الأنثَى جَيْأَلةَ وَهِي الجَيْأَل ثلاثُ لُغات الجَيْأَلُ والجَيَّل والجَيَلُ فَأَما قَوْلهم الجَيَّل فقد يجوزُ أَن يكونَ من غير لَفْظ جَيْأل وَقد يكون من لَفْظه وَيكون التَّصرِيف شاذًّا وَأما قَوْلهم جَيَلٌ فعلى التخفيفِ القِياسِيِّ وَلَا يكون على البَدَلِيِّ لِأَنَّهُ لَو كَانَ على البدَلِيِّ لوجَب القَلْب والإِعْلال إِذْ لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ بِمَنْزِلَة مَا عَيْنُه ياءٌ مفتوحةٌ مفتوحٌ مَا قبْلَها وَتلك تُعَلُّ لَا مَحالةَ كمالَ وباعَ وجاءَ فَلَمَّا وَجَدْناهم يَقُولُونَ جَيَلٌ علِمنا أَنه تخفيفٌ قياسيٌّ لِأَن الْهمزَة مُعامَلة مُعامَلة الثَّبات فَكَمَا لم يُعَلَّ الاسمُ والهمزةُ فِيهِ ثابتةٌ وَالْيَاء ساكِنةٌ كَذَلِك لم يُعَلَّ والهمزةُ محذُوفةٌ والياءُ متحرِّكة إذِ المحذوفةُ فِي قِوام المثبتة هُنَا وَإِذا كَانَت الْهمزَة المحذُوفة هُنا فِي قِوَام المثبتَة فالياءُ المتحرِّكة فِي قِوَام الساكنةِ وَهَذَا كلُّه تعليلُ الفارسيّ وَأنْشد الْفَارِسِي فِي الجَيَّل:

(ومَنْخِر مِثْل وِجَار الجَيَّل ... )

قَالَ الْفَارِسِي: لَيْسَ جَيْألَ مل خَطِيئة ومَقْرُوءَة لأنَّ خَطِيئةً ومَقْرُوءةً مِمَّا جاءتْ ياؤُه وواوه لغير إلْحاقٍ وَإِنَّمَا هِيَ مَدَّة فَلَا يكون إدْغامُ جَيْأل كإِدْغام خَطِيئةٍ ومَقْروءة وَقد صرَّح سِيبَوَيْهٍ بِأَن تخفِيفَ هَذَا النحوِ لَا يجُوزُ على طرِيق القَلْب وَإِنَّمَا يكون تخفِيفُ جَيْألٍ ومَوْألةٍ وحَوْأبِ وَمَا شاكل هَذَا الضربَ على التَّخْفِيف القياسيِّ لِأَنَّهَا همزةٌ متحركة قبلهَا سَاكن فَإِنَّمَا تخفيفُها أَن تُحْذَف وتُلْقَى حركتُها على السَّاكِن الَّذِي قَبْلها قَالَ: فَلَا وجْهَ لَجيَّلٍ عِنْدي إِلَّا أَن يكونَ من بَاب سِبَطْر ولآلٍ والضَّبُع وَيُقَال الضَّبْع بتسكين الْبَاء وَهُوَ يَقع على المذكَّر والمؤنَّث يُقَال ضَبُعٌ ذكرٌ وضَبْع أُنثَى وَأنْشد:

(يَا ضَبُعاً أكَلَتْ آيَارَ أحْمِرة ... فَفِي البُطُون)

<<  <  ج: ص:  >  >>