للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَنَازِلهمْ جَلاءً وغِرْتُ على أَهلِي غَيْرَةً وغارَ الرجلُ غَوْرَاً: أُتِي الغَوْر. وَكَذَلِكَ غارَ الماءُ غَوْرَاً وغارَتْ عينُه غُؤُوراً وغار الرجل أَهْلَه غِياراً وغَيْرَاً: إِذا مارَهم وأغارَ على العدوِّ إغارةً وغارةً وأغار الحَبْلَ إغارةً: إِذا أَحْكَم قَتْلَه وَتقول حَلَمْتُ فِي النّوم أَحْلُم حُلُماً وَأَنا حالمٌ وحَلُمْت عَن الرجل حِلْماً وَأَنا حَليمٌ وحَلِمَ الأَديمُ حَلَمَاً: إِذا تَثَقَّب وفَسَدَ وحَلَم الغلامُ يَحْلُم: إِذا احْتَلَم حُلْماً وحُلُماً هَذَا قَول أَحْمد بن يحيى وَهُوَ أحد الْحُرُوف الَّتِي ردَّ عَلَيْهِ أَبُو إِسْحَاق الزَّجَّاج فَقَالَ إِنَّمَا الحُلْم المَصْدَر والحُلُم الِاسْم وقَذَتْ عَيْنُه: إِذا أَلْقَتِ القَذَى قَذْيَاً وقَذِيَتْ قَذىً: إِذا صَار فِيهَا القَذَى وَتقول رجلٌ بَطَّالٌ بيِّن البَطالة وَقد بَطَلَ ورجلٌ بَطَلٌ أَي شجاعٌ بيِّن البُطولة وَقد بَطُلَ بُطولةً وبَطَلَ الشيءُ بُطْلاً وبُطولاً وخَزِيَ الرجل خِزْياً من الهَوان وَقد خَزِيَ خَزايةً من الاسْتِحياء وَتقول طَلَقَتِ المرأةُ وطَلُقَت طَلاقاً وَقد طُلِقَتْ طَلْقَاً عِنْد الْولادَة وطِلُقَ وَجْهُ الرجل طَلاقةً وَقد طَلَقَ يَدَه بخَيْرٍ طَلْقَاً وَتقول قد حَرَّ يَوْمُنا يَحِرُّ وَمن الحُرِيَّة حرَّ الْمَمْلُوك يَحَرُّ حُرِّيَّةً وَتقول قد شَفَّهُ المرضُ وغيرَه يَشُفُّه شَفَّاً وشَفَّ الثوبُ يَشِفُّ شُفوفاً وَتقول زَبَدَهُ يَزْبِدهُ زَبْدَاً: إِذا أعطَاهُ وزَبَدَهُ يَزْبُدهُ: إِذا أَطْعَمهُ الزُّبْدَ ونَسَبَ الرجلَ يَنْسُبه نِسْبَةً ونَسَبَ الشاعرُ بِالْمَرْأَةِ يَنْسِب بهَا نَسيباً وشَبَّ الصبيُّ يَشِبُّ شَباباً وشَبَّ الفرَسُ يَشُبُّ شِباباً وشَبَّ الرجلُ الحَرْبَ والنارَ: إِذا أَسْعَرها يشُبُّها شُبوباً وشَبَّاً وَتقول شاةٌ ساحٌّ وَقد سَحَّتْ تَسِحُّ سُحوحةً وسَحَّ المَطَرُ يَسُحُّ سَحَّاً: إِذا صَبَّ وَتقول عَرَضْتُ الكتابَ والجُندَ عَرْضَاً وعَرَضْتُ الجارِيَةَ على البيعِ عَرْضَاً كَذَلِك وعَرُض الرجلُ عِرَضاً: إِذا صَار عَريضاً وَتقول لَحُم الرجلُ لَحامةً وشَحُمَ شَحامةً: إِذا كَانَ ضَخْمَاً وَقد شَحِمَ شَحَمَاً ولَحِمَ لَحَمَاً: إِذا كَانَ قَرِمْاً إِلَى اللَّحْم والشَّحم وَهُوَ شَحِمٌ لَحِمٌ وَقد حَدَدْت حُدود الدارِ أحُدُّها حَدَّاً وحَدَّت المرأةُ على زَوجهَا تَحُدُّ وتَحشدُّ حِداداً: إِذا تركتِ الزينةَ وَقد حَدَدْت عَلَيْهِ أَحِدُّ حِدَّةً وحَدَّاً من الْغَضَب وحالَ بيني وبينَ الشيءِ حَوْلاًَ وحالتِ النخلةُ والناقة: إِذا لم تحمِل حِبالاً وحالَ فِي ظَهْرِ دابَّتِه: إِذا رَكِبَها حُؤولاً وَتقول وَهِمْت فِي الحِساب وغيرِه وَهَمَاً: إِذا غَلِطْت فِيهِ ووَهَمْت إِلَى الشَّيْء: إِذا ذَهَبَ وَهْمُك إِلَيْهِ وَأَنت تُرِيدُ غَيْرَه وَهْمَاً.

(بابٌ)

وأذكُر من شَواذِّ المَصادر الَّتِي شَذَّت من جِهة الْإِعْرَاب واصِلاً لَهُ بالمصادر المتقدِّمة لتكونَ المصادرُ فِي هَذَا الْكتاب مَجْمُوعَة، حكم المَصْدَر إِذا وقعَ مَوْقِع الْحَال أَن لَا تدخله الْألف وَاللَّام وَلَا يُضَاف إِلَى الْمعرفَة وَقد جَاءَت مصادرُ وأُدخِلت فِيهَا الْألف وَاللَّام وأضيفت إِلَى الْمعرفَة وَقد ذكر سِيبَوَيْهٍ من ذَلِك شَيْئا وَأَنا أذكر مَا ذكره وأَزيد وأبدأ أَولا بالمصادر المنتصبة عَن الْأَفْعَال الَّتِي لَيست من ألفاظها بل هِيَ من أَنْوَاعهَا وأُمَيِّزُ من يَطْرُد ذَلِك مِمَّن لَا يَطْرُدُه وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فِي بَاب مَا ينْتَصب من المصادر لِأَنَّهُ حَال وَقع فِيهِ الْأَمر تَقول قَتَلْتُه صَبْرَاً ولَقِيتُه فُجاءةً ومُفاجأةً وكِفاحاً ومُكافَحةً ولَقِيتُه عِياناً وكَلَّمْتُه مُشافَهةً وأَتَيْتهُ رَكْضَاً وعَدْوَاً ومَشْيَاً وأَخَذْتُ ذَلِك عَنهُ سَماعاً وسَمْعَاً وَلَيْسَ كلُّ مَصْدَر وَإِن كَانَ فِي الْقيَاس مِثل مَا مَضى من هَذَا الْبَاب يوضع هَذَا الْموضع لِأَن المَصْدَر هُنَا فِي مَوضِع فاعلٍ إِذا كَانَ حَالا أَلا ترى أنَّه لَا يَحْسُنُ أَن تَقول أَتَانَا سرْعةً وَلَا أَتَانَا رُجْلةً كَمَا أَنه لَيْسَ كلُّ موضعٍ يُستعمَل فِي بَاب سَقْيَاً وحَمْدَاً فقد تبيَّن من كَلَام سِيبَوَيْهٍ أَن هَذَا الْبَاب عِنْده غير مُطَّرِد وَأَبُو الْعَبَّاس يَطْرُدُه فَيَقُول أَتَانَا سُرْعةً ورُجْلةً والعاملُ فِيهِ عِنْد سِيبَوَيْهٍ مَا قَبْلَه من الْفِعْل فالعامل فِي صَبْرَاً قَتَلْتهُ وَفِي مَشْيَاً ورَكْضَاً وعَدْوَاً أَتَيْتهُ وَفِي سَمْعَاً وسَماعاً وَلَو كَانَ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ لجَاز أَتَيْتهُ المَشْيَ كَمَا تَقول هُوَ يَمْشِي المَشْيَ ومَشى المَشْيَ وَهُوَ لَا يُجيز ذَلِك وَمن هَذَا الْبَاب قَوْله:

<<  <  ج: ص:  >  >>