فيقصُرها وَمِنْهُم من ينوِّن فَيَقُول زاً وَمِنْهُم من يَقُول زَيٌّ فيشدِّد الياءَ
وَمن الممدودِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مقْصُور من لَفظه
(مِنْهُ مَا جَاءَ على فَعَلٍ) الآءُ شجرَ واحدته أآة والشَّاءُ جماعةُ الشاةِ من الغَنَمِ والبقرِ بقرِ الوحْش ألفُه منقلبة عَن وَاو بِدلَالَة قَوْلهم شَوِيٌّ فِي الْجمع وهمزته منقلبة عَن هاءٍ وَيُقَال للثَّور من الوحْش شاةٌ لأَنهم مِمَّا يُجْرُون البقَر مُجْرى الضأنِ وَقد تقدم استِقصاؤُه وسَاءْ زَجْر للحمير يُقَال سَأْسَأْ إِذا ثُنِّيتا جُزِمتا وقُصِرتا والدَّاءُ العِلَّة يُقَال رجُلٌ داءٌ أَي مريضٌ وَقد داءَ والراءُ جمع راءةٍ وَهِي نِبْتة سُهْليَّة والْباء النِّكاح وَكَذَلِكَ الباءَة والباهَةُ والباءة مكانٌ ينزل فِيهِ من قَول طَرَفة طَيِّب الباءةٍ أَي المَحَلَّة
١ - بَاب الْمَمْدُود
(فَمَا جَاءَ مِنْهُ على فَعَالٍ) الأَتاء زَكاء النّخل وَالزَّرْع ونمَاؤُه يُقَال نخلٌ ذُو أتَاءٍ وأتَتِ الماشيَة أتاءً نَمَتْ والأدَاء الاسمُ من قَوْلك أدَّيت الشيءَ تَأْدِيَة والأنَاءة وَصْم يصِيب اللحمَ وَلَا يبلُغ العظمَ فيَرمِ والأشاءُ صَغَار النخْل واحدتها أَشَاءةٌ قَالَ العجاج:
(لاثٍ بهَا الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ ... )
قَالَ أَبُو عَليّ: ذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَن اللَام فِيهِ همزةٌ ويستَدَلُّ على ذَلِك بِأَنَّهَا لَو كَانَت منقلِبةً لجَاز تصحيحُ الياءِ وَالْوَاو فيهمَا كَمَا جَاءَ عَبَاية وعَباءَة وعَظَايَة وعَظَاءةٌ وشَقاوة وشَقَاء وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يبنَى على التَّأْنِيث فيصحُّ حرف العِلة فِيهِ ويبنَى على التَّذْكِير فيقْلَب وَقَالَ: فِيمَا أَحسب هُوَ قَول الْعَرَب ويونُس ويقوّي مَا ذهَب إِلَيْهِ أنَّ الفَاء وَاللَّام قد جاءتَا همزتينِ فِي قَوْلهم أجَأُ وَإِن لم يَجِيئا حيثُ يكثرُ التضعيفُ لما كَانَ يلزَم من الْقلب وَمِمَّا يقوِّي مَا ذهب إِلَيْهِ أَن الزَّائِد لما فَصَل وتراخَى مَا بَين الهمزتين بِالزِّيَادَةِ أشبَه التضعيفَ فَصَارَ كطَأْطَأ وتَأْتأ ولأْلأ وَلم يكن مثلَ مَا تقاربتِ الهمزتانِ فِيهِ أَلا تَرى أَن الْوَاو لم يجيءْ فِي نَحْو سَلِس وقَلِق إِلَّا فِي هَذَا الْحَرْف الَّذِي يَجرِي مَجْرَى الصَّوْت لتقاربهما فَلَمَّا وقَع الفصلُ بَينهمَا نَحْو الوَعْوعة والوَزْوَزَة والوَكواكِ وقَوْقَيت والدَّوْداة والشَّوْشاة والمَوْماة والقولُ فِي الأَلَاء وَنَحْوه كالقول فِي الأشاء وجملُ عَيَاءٌ لَا يَضرِب وَلَا يُقَال ذَلِك فِي النَّاس إِلَّا على الِاسْتِعَارَة وَيُقَال داءٌ عَيَاءٌ أَي لَا دَوَاءَ لَهُ والعَطَاء الاسمُ من أعطَيْت وَفِي التَّنْزِيل: {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّك مَحظُورا} [الْإِسْرَاء: ٢٠] وألِفه منقلبة عَن وَاو لِأَنَّهُ من العَطْو أَي التَّناوُل اسمٌ وَلَيْسَ بمصدر فَأَما قَوْله:
(أكُفْرا بَعْدَ رَدِّ الموتِ عَنِّي ... وبَعْدَ عطائِكَ المِائةَ الرَّتاعَا)
فعلى أَنه وضَعَ الاسمَ موضِعَ الْمصدر كَمَا قَالَ:
(باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بسُحْرةٍ ... )
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute