للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والقِصَاصاء - فِي معنى القِصَاص وَقَالَ: زعمُوا أَن أعرابِيًّا وقَف على أُمراء العِراق فَقَالَ القِصَاصاء أًصْلَحَك الله - أَي خُذْ لي القِصاص وَهَذَا نَادِر شادٌّ قد قَالَ سِيبَوَيْهٍ إِنَّه لَيْسَ فِي الْكَلَام فِعَالاءُ والكلمة إِذا حَكَاهَا أَعْرَابِي وَاحِد لم يجب أَن نَجْعَلهَا أصلا وصُورِياءُ - مدينةٌ بِبِلَاد الرُّوم

كمل كتاب الْمَقْصُور والممدود بحول الله وعونه ويتلوه كتاب التَّأْنِيث وَالْحَمْد لله

أَبْوَاب المذكَّر والمؤنَّث

قَالَ الْفَارِسِي: أصلُ الأسماءُ التذكيرُ والتأنيثُ ثانٍ لَهُ فَمن ثَمَّ إِذا انضَمَّ إِلَى التأنيثِ فِي الأعلامِ التعريفُ لم يَنْصَرِفْ نَحْو امْرَأَة بقَدَم أَو زَيْنَب وَإِذا انْضَمَّ إِلَى التَّذْكِير انْصَرف نَحْو سُمِّيَ بحَجر أَو جَعْفَرٍ والتأنيثُ على ضَرْبَيْنِ تأنيثٍ حقيقيٌّ وتأنيثٍ غير حقيقيٍّ فالحَقِيقِيُّ مَا كَانَ بإزائه ذَكَر نَحْو امرأةٍ ورجُل وناقةٍ وجَمَل وعَيْرٍ وأتانٍ ورِخْل وَحَمَل وعَنَاقٍ وجَدْي وأمَّا غيرُ الحَقِيقِيٍّ فَمَا لَحَقَ اللفظَ فَقَط وَلم يكن تَحْتَهُ معنى وَذَلِكَ نَحْو البُشْري والذِّكْرَى وطَرْفَاء وصَحْرَاء وغُرْفَة وظُلْمَة وقِدْرِ وشَمْس فتأنيث هَذِه الْأَشْيَاء تأنيثُ لفظ لَا تأنيثُ حَقِيقَة فَهَذَا مَا عَبَّر بِهِ عَن معنى التَّأْنِيث وقسَّمة إِلَيْهِ فِي كِتَابه الموسُوم بالإيضاح وَقَالَ فِي كتاب الحُجَّة: المؤنَّث - حيوانٌ لَهُ فَرْج خِلافُ المذكَّر فَهَذَا المؤنَّث فِي الْمَعْنى على الحقِيقة والمَعَاني على ثَلَاثَة أوجُه مؤنث ومذكَّر وَمعنى لَيْسَ بمذَكَّر وَلَا مؤنَّث وَإِنَّمَا يَقُول النحويُّون الْجِنْس لهَذِهِ الثَّلَاثَة والتأنيثُ على وَجْهَيْن تأنيثُ الْمَعْنى وتأنيثُ الاسمِ فَمَا كَانَ مِنْهُ حقِيقيًّا فَإِن تذكير فِعْله إِذا تقدم فاعِلَه لَا يسُوعُ فِي الْكَلَام فِي حَال السَّعة وَذَلِكَ نَحْو سَعَتِ المَرأةُ وذهبتْ سَلْمَى وبَعُدت أسْماءُ فتلزم العلامةُ على حَسب لُزُوم المعنَى وحقيقتِه ليؤْذِنَ أَن المسنَد إِلَيْهِ الفعلُ مؤنثٌ قَالَ: وعَلى هَذَا قَالُوا: قامَا غُلاماكض " ويَعْصُرْن السَّلِيط أقارِبُه " إِلَّا أَن الْأَحْسَن هُنا أَن لَا تلْحق الفِعلَ علامةُ تثْنيَة وَلَا جمع لِأَن التَّثْنِيَة وَالْجمع لَا يَلْزمان [ ... ] التَّأْنِيث الحقِيقيّ وغن كَانَ قد جَاءَ فِي الشّعْر مثل هَذَا كَقَوْلِه وَكَانَ الَّذِي [ ... .] ذَلِك هَذَا بالمفعول على هَذَا حَكَوْا حضَرَ القاضِيَ امرأةٌ فَإِن كَانَ التأنيثُ غيرَ حقيقيٍّ جَازَ تذكيرُ الفِعْل الَّذِي يسنَد إِلَيْهِ متقدِّماً نَحْو قَوْله تَعَالَى: {فمَنْ جاءهُ مَوْعِظةٌ من رَبَّه} [الْبَقَرَة: ٢٧٥] {ولَوْ كانَ بهم خَصاصةٌ} [الْحَشْر: ٩] {وأخَذَ الَّذين ظلَمُوا الصيْحةُ} [هود: ٦٧] وَفِي مَوضِع آخر: {قد جاءتْكُمْ مَوْعِظةٌ} [يُونُس: ٥٧] {فأخَذَتْهم الصيحةُ} [الْمُؤْمِنُونَ: ٤١] فَإِن قَالَ موعظة جَاءَنَا كَانَ أقبح من جَاءَنَا مَوْعِظة لَان الرَّاجِع يَنْبَغِي أَن يكونَ على حَدِّ مَا يرجِع إِلَيْهِ وَقد جَاءَ ذَلِك فِي الشّعْر أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

(إذْ هِيَ أحْوَى من الرِّبْعِيِّ حاجِبُها ... والعَيْنُ بالإِثْمدش الحارِيِّ مَكْحُولُ)

وَأنْشد أَيْضا:

(فَلَا مُزْنةٌ ودَقَتْ ودْقَها ... وَلَا أرضٌ أبْقَلَ إبْقالَها)

وَأنْشد الْفَارِسِي:

(أرْمِي عَلَيْهَا وَهِي فَرْع أجمَعُ ... وَهِي ثلاثُ أذْرُعِ وإصبَع)

وَمعنى استشهاده بِهَذَا الْبَيْت هَاهُنَا وتنظيرِه إيَّاه بقوله " وَلَا أرضٌ أبقل إبقالَها " هُوَ أَن أجمَع وصفٌ لِهِيَ فَكَانَ ينْبَغِي أَن يَقُول هُوَ جَمْعاءُ فزعٌ وَلَا يجوز أَن يحمل أجْمع على فَرْع لِأَن أجْمَع معرفةٌ وفَرْع لِأَن أجْمَع معرفةٌ وفَرْع نكِرة وَلكنه

<<  <  ج: ص:  >  >>