مَدُّوه وَلم يَقْصُروه. قَالَ أَبُو النَّجْم: يَفِيضُ عَنهُ الرَّبْوُ مِن وَحائه وَالْألف فِي ذَلِك كُله منقلبة عَن يَاء لقَولهم وَحَيْت وأصلُ الْكَلِمَة السُّرْعة أَلا تراهم قَالُوا وَحَى الكتابَ وحَيَتُْ إِلَيْهِ بِطَرْفي وأَوْحَيْت وَقَالُوا وَحَيْتُ إِلَيْهِ فِي الْكَلَام وأَوْحَيْت وَهُوَ: أَن تُكَلِّمه بِكَلَام يَفْهَمهُ عَنْك تُخْفيه عَن غَيره قريب من لَحَنْت وَلَو لم يَبِن أمرُ انقلاب الْألف فِي الوَحى من الْيَاء من جِهَة قَوْلهم وَحَيْتُ وَكَانَ لفظا لَا فعل لَهُ لَقَضَيْنا أَيْضا أَن أَلفه منقلبة عَن يَاء لعدم مثل وَعَوْتُ فِي الْكَلَام وَكَثِيرًا مَا يسْتَعْمل الْفَارِسِي اعْتِبَارا مثل هَذَا إِذا لم يَبِنْ لَهُ مَا انقلبت عَنهُ الْألف ونظيرُ اعْتِبَاره لهَذَا حُكمُه على الْيَاء الثَّانِيَة من أُثْفِيَّة أَنَّهَا منقلبة عَن وَاو بِدلَالَة قَوْلهم وَثَفَه يَثِفُه إِذا تَبِعَه مَعَ وُجُوده يَثْفُو وَهَذَا من دَقِيق النّظر فِي التصريف. والوَنا جمع وَناةٍ: الدُّرَّة مَقْصُورَة فَإِذا سَمَّوُا الْمَرْأَة وَناةً شَبَّهوها بالدُّرَّة وَهِي: الوَنِيَّة أَيْضا. قَالَ: فَحَطَّتْ كَمَا حَطَّتْ وَنِيَّةُ تاجِرٍ والوَناء: الفَتْرة يُمَدُّ وَيقصر وَالْقَوْل فِي انقلاب ألف الوَنا كالقول فِي انقلاب ألف الوَحا.
وَمن المكسور الأول مِنْهُ
القِيقاةُ بِالْقصرِ: وعَاء الطَّلْع والقِيقاءة بِالْمدِّ وَالْقصر: الأرضُ الغَلِيظة وَقيل المُنْقادة والجميع قَياقٍ وقَواقٍ والمِطْلَى: مَا طَلَيْت بِهِ الشيءَ مَقْصُور وَكَذَلِكَ المِطْلى: الأرضُ السَّهْلة اللَّيِّنة تُنبِت العِضاه ورَوْضاتٌ بالحِمى تُسمَّى المَطالي وَاحِدهَا مِطْلَى مَقْصُور قَالَ الرَّاعِي: فنورِئكُمْ إنَّ التُّراثَ إِلَيْكُمُ حَبِيبٌ مَرَبَّاتِ الحِمَى فالمَطالِيا هَذَا قَول جُمْهُور أهل اللُّغَة فَأَما أَبُو عَليّ فَقَالَ المِطْلاء يمد وَيقصر وخَطَّأَ أَبَا حنيفَة فِي بَيت هِمْيان بن قُحافة: والرِّمْثَ بالصَّريمةِ الكُنافِجا ورُغُلَ المِطْلى بِهِ لَواهِجا حِين قَالَ احْتَاجَ إِلَى قَصْرِ المِطْلى فَقَصَره. قَالَ: وَلَيْسَ هِمْيان وَحْدَه قَصَرَ المِطْلى بل قد قَصَرَتْه جمَاعَة من الشُّعَرَاء والفصحاء فِي النّظم والنثر وَذَلِكَ قَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي وَقد ذكر بعضَ دُور أبي بكر بن كلاب فَقَالَ هِيَ مِطْلىً يَنْحَدر فِيهَا المَاء فَإِذا لَيْسَ المِطْلى فِي بَيت هِمْيان مَقْصُورا على جِهَة الضَّرُورَة بل هِيَ لُغَة.
وَمن المضموم الأول مِنْهُ
الحُكا مَقْصُور جمع حُكاة وَهِي: العُقْدة وَأَصله الْهَمْز والحُكْأَة: العَظاءة يمد وَيقصر وَقيل فِي جمعهَا حُكىً والحُلاوَى مَقْصُور: نَبْت وَكَذَلِكَ الحُلاوى: شجر ذُو شَوْك واحدته حُلاوى على لفظ الْجمع وحُلاواءُ القَفا: وَسَط الرَّأْس يمد ويُقصر.
(بَاب مَا يُمَدّ فَيكون لَهُ معنى وَإِذا مُدَّ وقُصِر كَانَ لَهُ معنى آخر)
من ذَلِك المفتوح الول العَباء: الأَكْسِيَة واحدتها عَباءة وعَباية والعَباء: الأَحْمَق والعَباء: الثَّقيل الوَخْم كلُّه مَمْدُود والعَبى: الرجل الجافي الغَبِيُّ يمد وَيقصر والعَواء مَمْدُود: الناب من الْإِبِل. قَالَ أَبُو عَليّ: الْقَضَاء عَلَيْهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute