وقَصَبُ رِيشُه كَقَصَبِ عِظَامِ البَعِير أبْغَثُ اللونِ لَا تَقَع رِيشة من رِيشه وسْط رِيشِ نَسْرٍ وَلَا عُقَابٍ إِلَّا أحرقتها طويلُ الرجلَيْن حادُّهما والنَّسْرُ لَا يصيد شَيْئا إِنَّمَا يَأْكُل الجِيَفَ والمَيْتَةَ والبُلَحُ يصيد كلَّ طَائِر وَلَا يقرُبُ جِيفَةً وَلَا مَيْتَةً والنسر أطولُ مِنْهُ عنقًا وأرقُّ وَالْجمع أنْسُرٌ ونُسُورٌ ونِسَارٌ والنُّسُور تصاد على مَبَايِضِها فَأَما البِلْحَانُ فَلَا يُدْرَى أَيْن تَبِيضُ وَلَا يَربَّى البُلَحُ وَلَا يُتَّخَذُ وَلَا النَّسر والنَّسْر أعظم الطير بعد البُلَحِ وأثْقَلُهُنَّ وللنُّسُور أعمارٌ طِوَالٌ وَيُقَال للمُسِن مِنْهَا القَشْعَم وَقيل هُوَ الضَّخْم المُسِن من كل شَيْء وَهُوَ القِشْعَمُ صَاحب الْعين البُلَحُ النَّسْر الهَرِمُ القَدِيمُ والجمعُ كالجَمْعِ ابْن دُرَيْد الهَيْثَمُ فَرخُ النَّسْر صَاحب الْعين العَنْزُ الْأُنْثَى من النُّسُور وَهِي العَنْزَةُ أَبُو حَاتِم وَمن أَنْوَاع النُّسُور المَضْرَحِيُّ وَهُوَ الَّذِي اشْتَدَّت حُمْرَتُه ابْن السّكيت المَضْرَحِيُّ النَّسر العتيقُ الَّذِي يَضْرِبُ إِلَى البَيَاضِ أَبُو حَاتِم وَمِنْه أسوَدُ بَهيم والبَهِيم من كل لَوْنٍ مَا لَا يُخَالِطُهُ لونٌ آخر وَقد تقدَّم أنَّ كلَّ لونٍ مُصْمَت بَهِيمٌ ومنهنَّ الأَرْبَدُ والأَرْمَدُ وَهُوَ الأَكْدَرُ الأَبْغَثُ اللونِ وَيُقَال نَسْرٌ خَفَّاق لِشِدَّة صوتِ جَنَاحِهِ إِذا طَار وَكَانَ نَسْرُ لُقْمانَ بنِ عَادٍ يُسَمَّى لُبَداً ويُقال فِي مَثَل للْعَرَب
طالَ الأَبَد على لُبَد
قَالَ النَّابِغَة
(أَمْسَتْ خَلَاءً وأَمْسَى أهْلُهَا احْتَمَلُوا ... أخْنَى عَليها الذِي أخْنَى على لُبَدِ)
ابْن دُرَيْد نَسْرٌ عَبَنَّى عَظِيم صَاحب الْعين الضَّرِيك النَّسْر الذكَر أَبُو حَاتِم الفَلَنَانُ زعم الطَّائِفِيُّ أَنه نَسْر من أصْغَر النُّسُور يَصِيد القِرَدة وَلَيْسَ البُلَح وَلَا النَّسْر من الجَوَارِح ابْن دُرَيْد نَسْر أَهْدَبُ سابِغٌ
٣ - (ثمَّ الجَوَارِح من الطير)
الْأَصْمَعِي الجَوَارِحُ من الطَّيْرِ الصَّوَائِدِ وَهِي الكَوَاسِبُ واحدتها جارِحٌ وجَارِحَةٌ من قَوْلهم جَرَحَ واجْتَرَحَ إِذا كَسَبَ وَهِي سِبَاع الطَّيْرِ صَاحب الْعين وَهِي الرَّوَازِق وَكَذَلِكَ هِيَ من الكِلاب أَبُو حَاتِم فأمَّا مَا لَا يَصِيدُ مِنْهَا فَهُوَ البَغَاث الخَشَاش ابْن دُرَيْد وَكَذَلِكَ الرَّهَام أَبُو حَاتِم وأعظَمُ الجَوَارح العُقَاب وَهِي مؤنَّثة وَلَيْسَ بعد النَّسْر من الطير أعظمُ مِنْهَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَالْجمع أعْقُب غير وَاحِد وعِقْبَانٌ الْفَارِسِي وعَقَابِينُ وَأنْشد
(عَقَابِين يومَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُل ... )
صَاحب الْعين العَنْزُ العُقَاب وَقد تقدَّم أَنَّهَا الأُنثى من النُّسُور أَبُو حَاتِم وَهِي سَوْدَاءُ دَجُوجِيَّة وبَقْعَاء وَيُقَال سَقْعَاءُ وَيكون اللونُ على ذَلِك إِلَى السَّواد والبَقَع خَرَجٌ بهَا إِلَى البَيَاضِ مختلِطٌ بسَواد كَمَا يُقَال نعامَةٌ خَرْجَاءُ إِذا كَانَ رِيشُها لَوْنيْنِ وَالذكر أخْرَجَ وَبَعض العِقْبان مُشْرَبة بَيَاضًا ومُلْحَةً أَي سَواداً وَهَذِه عِبَارَته والأَعْرَف فِي المُلْحَة البياضُ وَبَعضهَا سُود والصَّقَع نُقَط بَيَاض بِرؤُوسها وَبِذَلِك سُمِّيَ الأَصْقَع من صغَار الطَّيْر وعُقَابٌ خُدارِيَّة سَوْدَاءُ والخَدَر السَّواد ابْن دُرَيْد عُقَاب عَجْزَاء إِذا كَانَ فِي ذَنَبِها رِيشَةٌ بيضاءُ أَو رِيشَتَانِ وَقيل هِيَ الشديدةُ الدابرة وَيُقَال لدابِرَة الطائِر العِجَازَة وَهِي إصبَعُهُ وَقَالَ عُقَاب عَسْرَاءُ فِي جَنَاحِها قَوَادِمُ بِيضٌ وَقيل هِيَ القادِمَةُ البيضاءُ وَأنْشد
(سِنَانٌ كعَسْرَاءِ العُقَاب ومِنْهَبُ ... )
وَحكى الْفَارِسِي أَن المُسَيَّرة مِنْهَا الَّتِي فِيهَا خُطُوط بِيض أَبُو حَاتِم عُقَابٌ نُسَارِيَّة وَهِي عُقَاب السُّلَيِّ وَقيل عُقَاب نُسَارِيَّة لِأَن فِي رِيشها شَبَهاً من رِيش النَّسر يُراش بِهِ السِّهَام قَالَ أَبُو عُبَيْدَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute