للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثَنَيْتُ وَإِن كَانَ سِيبَوَيْهٍ لم يَحْكِ ثَنَيْتُ قَالَ لَا تَقول ثَنَيْتُ وَاحِدًا وَلَكِن معنَى الثَّنْي فِيهِ عِنْد أبي عليٍّ لَان الطَّيَّ واللَّيَّ تَثْنِيَةٌ قَالَ وَلا يسْتَعْمل أسْنَتُوا إِلَّا فِي خِلافِ الخِصْبِ أَبُو عبيد عَامَلْتُه مُسِانَهَةً من السَّنَةِ وسَانَهَت النخلةُ حملت سنة وَلم تَحْمِل أُخْرَى وَقد قيل فِي قَوْله تَعَالَى {لم يَتَسَنَّهْ} {الْبَقَرَة ٢٥٩} لم تَأْتِ عَلَيْهِ السِّنُون فَتُغَيِّره حكى عَن أبي عُبَيْدَة وسَأُبَيِّنُ معنى قَول أبي عُبَيْدَة وصحةَ مَا ذهب إِلَيْهِ عِنْد قوم وفسادَه عِنْد آخَرين فِي بَاب تغيُّر المياهِ ابْن السّكيت تَسَنَّت فلانٌ بنتَ فلانٍ إِذا كَانَ لئيماً ذَا مالٍ وَكَانَت كَرِيمَة فَتَزَوَّجَها لِشِدَّة السَّنَةِ وَلَوْلَا ذَلِك لم يُزَوِّجُوه مِنْهَا وَهَذَا يُقَوِّي مَا ذهب إِلَيْهِ أَبُو عَليّ من أَن أسْنَتُوا لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي خلاف الخِصبِ غير وَاحِد العامُ السَّنَةُ وَالْجمع أعوامٌ ولَقِيتُه ذاتَ العُوَيْم وذاتَ عامٍ أَبُو عبيد عَامَلْتُه مُعَاوَمَةً من العامِ وَعَاوَمَتِ النَّخْلَةُ حَمَلت عَاما وَلم تَحْمِل آخر وَأنْشد

(مِنْ مَرِّ أعْوامِ السِّنِينَ العُوَّمِ ... )

قَالَ الْفَارِسِي بالَغَ بهَا غير وَاحِد الحَوْلُ السَّنَةُ بأسْرِها وَالْجمع أحْوالٌ سِيبَوَيْهٍ وحُؤُولٌ وحالَ عَلَيْهِ الحَوْلُ حَوْلاً أتَى أَبُو زيد وأحَالَهُ اللهُ وحالَتِ الدارُ وأحالَت وأحْوَلَتْ أتَى عَلَيْهَا حَوْلٌ الْفَارِسِي حِيلَ بهَا كَذَلِك قَالَ وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ

(حَالَتْ وحِيلَ بهَا وغَيَّر آيَهَا ... صَرْفُ البِلَى تَجْرِي بِهِ الرِّيحانِ)

ابْن دُرَيْد أحْوَلَ الصَّبِيُّ أتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ أَبُو عبيد أحْوَلْتُ بالمكانِ وأحَلْتُ ازْمَنْتُ وَقيل أَقَمْتُ بِهِ حَوْلاً والمُحْوِلُ من الذَّرِّ الَّذِي أتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وَقد تقدَّم أَبُو زيد حَمَلٌ حَوْلِيٌّ أتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ كَذَلِك وأرْضٌ مُسْتَحَالَةٌ تُرِكَتْ حَوْلاً أَبُو عبيد الحِقْبَة السَّنَةُ والجمعُ حِقَبٌ صَاحب الْعين حُقُوبٌ عليّ وَهَذَا نَادِر لقلَّة تكسير فِعْلَةٍ على فُعُولٍ وَنَظِيره عِنْدِي حِلْيَةٌ وحُلِيٌّ أَبُو عبيد الحُقْبُ ثَمَانُون سنة وَقيل أكْثَرُ وَالْجمع أحْقَابٌ وَقَالَ عِشْنَا بذلك حِقْبَةً من الدَّهْرِ وَهَبَّةً

صَاحب الْعين الحِجَّة السَّنَةُ والجميعُ حِجَجٌ

٣ - (نعوت الْأَيَّام بِالْحرِّ)

صَاحب الْعين الحَرُّ ضِدُّ البَرْدِ ابْن دُرَيْد الجمعُ أحَارِرُ قَالَ وَلَا أدْرِي مَا صِحَّته غَيره وَقد حَرَّ يومُنَا يَحَرُّ ويَحِرُّ فَهُوَ حَرَّانُ وكل حَارٍّ كَذَلِك وَالْأُنْثَى حَرَّى والجمعُ حِرارٌ والحِرَّةُ العَطَشُ لِأَنَّهُ عَن الحَرّ عَليّ وَقد تكون الحِرَّة الحَرَّ كَمَا قَالُوا حِلْيَةٌ وحَلْيٌ وبِرْكَةٌ وبَرْكٌ والاسْتِحْرارِ وُجُودُ الحَرِّ والحَرُور الحَرُّ وَقَالُوا حارٌّ جَارٌّ ويَارٌّ فأتْبَعُوا أَبُو عبيد ايامٌ مُعْتَذِلاتٌ شديدةُ الْحر أَبُو حنيفَة المُعْتَذِلاتُ أيامُ القَيْظِ فِي دُبُر الصَّيْفِ وَقيل مُعْتَذِلَاتُ سُهِيْلٍ الأيامُ الَّتِي يَطْلُعُ فِيهَا سُهِيْلٌ وَهِي الشديداتُ الحَرِّ وَإِنَّمَا سُمِّيَت مُعْتَذِلَاتٍ لِأَنَّهُنَّ اعْتذَلْنَ لِيَأْتِينَ بِحَرٍّ أشَدَّ مِمَّا مَضَى وَيُقَال لكل يَوْم شَدِيد الحَرِّ مُعْتَذِلٌ قَالَ والمُعْتَذِلَاتُ والأَسْكَاتُ سَوَاءٌ وَقد سَكَتَ الحَرُّ اشْتَدَّ ورَكَدَتِ الرِّيحُ أَبُو عبيد يَوْم مُسْمَقِرٌّ وصَيْهَبٌ وصَيْخُودٌ وصَخَدَانٌ شديدُ الحَرِّ أَبُو حنيفَة وَصَخْدَانٌ ابْن السّكيت وصاخِدٌ وَقد أصْخَدَ يَوْمُنَا عَليّ فَلَيْسَ صَاخِدٌ على أصْخَدَ وَإِنَّمَا هُوَ على النَّسَبِ كَهَمٍّ نَاصِبٍ وَنَحْوه ابْن السّكيت لَيْلَةٌ صَخْدَانَةٌ وَقد صَخَدَتْهُ الشمسُ أَبُو حنيفَة صَخِدَتْ عَلَيْهِ الشمسُ وَقيل الصَّخْدُ سكونُ الرَّيحُ وشَدَّةُ الحَرِّ صَاحب الْعين الصَّيْخَدُ عينُ الشمسِ سُمِّيَ بِهِ لِشِدَّةِ حَرِّهَا وَقد أصْخَدَ الحِرْبِاءُ تَصَلَّى بِحَرِّ الشمسِ واسْتَقْبَلَهَا غَيره أصْخَدْنَا كَقَوْلِك أظْهَرْنَا ابْن دُرَيْد المَصَاخِدُ الهَوَاجِرُ واحدَتُها مَصْخَدَةٌ وَهِي الصَّوَاخِدُ وَقَالَ صَهَدَتْهُ الشمسُ تَصْهَدُهُ صَهْداً مثلَ صَخَدَتْهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>