إِلَيْنَا كَذَلِك وَقد تقدَّم أَنَّ الإِجْهَاءَ نفسُ الإِقْلاع ابْن السّكيت مَا عَلَيْهَا طُحْرُورٌ وَلَا طَحْمَرِيرَة وَلَا طِهْلِئَة أَي شَيْء من السَّحَاب أَبُو حنيفَة مَا فِي السَّمَاء طِحْرِمَةٌ وَلَا طِحْرِبَة وَقَالَ يومٌ مُفْصِحٌ إِذا لم يكن فِيهِ غيم وَلَا قُرٌّ أَبُو زيد تَصَلَّعَت السماءُ انْقَطَعَ غَيْمُهَا ثمَّ تَنْجَرِدُ بعد ذَلِك حِين يَذْهَبُ الغيمُ كُلُّه وَهِي حِينَئِذٍ جَرْدَاء وَقد جَرِدَتْ جَرَداً وَالِاسْم الجُرْدَة ابْن السّكيت الفَتْقُ الخَلَّة من الغَيْمِ والجمعُ فُتُوق وَقد أَفْتَقَ القومُ تَفَتَّقَ عَنْهُم الْغَيْم ابْن دُرَيْد أَفْتَقَ قَرْنُ الشَّمْس أصابَ فَتْقَاً من السَّحَاب فبَدا مِنْهُ وَأنْشد ابْن السّكيت
(كَقَرْنِ الشمسِ أَفْتَقَ ثُمَّ زَالا ... )
٣ - (ذكر السُّيُول)
صَاحب الْعين دَفَعَ السيلُ يَدْفَعُ دَفْعاً وتَدافَعَ ودُفَّاعُه ودُفْعَتُه مَا تَدَافَعَ مِنْهُ أَبُو عبيد سَيل راعِبٌ بالراء وَقد رَعَبَ الواديَ مَلأَهُ والرَّعْبُ المَلْءُ وَأنْشد ابْن السّكيت
(بِذِي هَيْدَبٍ أَيْمَا الرُّبَى تَحْتَ وَدْقِهِ ... فَتَرْوَى وأَيْمَا كُلُّ وادٍ فَيَرْعَبُ)
أَيّمَا لُغَة فِي أَمَّا وَإِمَّا حَكَاهُ أَبُو عَليّ وَأنْشد
(يَا لَيْتَمَا أُمُّنَا شَالَتْ نَعَامَتُهَا ... أَيْمَا إلَى جَنَّةٍ أَيْمَا إلَى نَارِ)
أَبُو عبيد سَيْل زاعِبٌ بالزاي وَهُوَ الَّذِي يَدْفَعُ بعضُه بَعْضًا يَزْعَبُهُ زَعْباً غَيره الزَّعْبُ المَلْءُ زَعَبَ الرجلُ فرجَ الْمَرْأَة يَزْعَبُه زَعْبَاً مَلأَهُ ابْن دُرَيْد يَعْنِي من ضِخَم مَتَاعِهِ أَبُو حنيفَة زَعْبُ السيلِ دَوِيُّه وتدافُعُه قَالَ ابْن هَرْمَة
(فَلَا حِسَّ إلاّ خَوَاتُ الرَّذاذْ ... وزَعْبُ السُّيول بأدْراجِها)
أدراجُ السُّيول مَجَاريها أَبُو عبيد زَعَبَ الْوَادي نَفسُه يَزْعَبُ زَعْباً تَدَافَعَ وسِيْلٌ زَعُوب زاعِبٌ والزَّعْبُ الدَّفْعُ أَبُو عبيد جَاءَنَا السيلُ دَرْءاً للَّذي يَدْرَأُ من مكانٍ لَا يُعْلم بِهِ أَبُو حنيفَة دَرَأَ السيلُ يَدْرَأُ دَرْءاً ودُرُوءاً وَجَاء دَرْءاً ودُرْءاً وكلُّ غَرِيب دارِئٌ وطارِئٌ وهم الدُّرَّاءُ والطُّرَّاءُ قَالَ ذُو الرمة يصف بَلَدا بِهِ وَحْشٌ دارئةٌ
(وبَاجِدَةٌ (أَي مُقِيمَةٌ) دُرَّاؤُه وخَوَاذِلُهْ ... )
والنَّابِئُ مَثْلُ الدَّارِئ وَأنْشد
(ولَكِنْ قَذَاهَا كُلُّ أَشْعَثَ نَابِئٍ ... أَتَتْنَا بِهِ الأَقْدَارُ مِنْ حَيْثُ لَا نَدْرِي)
قَالَ أَبُو عَليّ وهم الدُّرَآءُ والطُّرَآءُ وكُلُّ غَرِيب دارِئٌ وَأنْشد رَأَتْ فِتْيَةً ثارُوا إِلَيْهِ بِأَرْضِهِم ... كَمَا هَرَّ كَلْبَ الدَّارِئينَ كَلِيبُ)
وشكَّ فِي النُّبآء جمع نابِئ أَبُو حنيفَة سالَ الوادِي دَرْءاً جاءَ من قُرْب وسالَ ظَهْراً فِي معنَى دَرْءٍ والظَّهْرُ مَا أَمْطَرَهُ حَتَّى يسيل مِنْهُ والسَّيْلُ الثقيلُ مِثْلُ الدَّارِيء أَبُو عبيد جاءَنَا سَيْلٌ أَتِيّ وأَتَاوِيٌّ يَعْنِي من بلد آخر وَكَذَلِكَ الغريبُ والأَتِيُّ جَدْوِلٌ يُؤتِيه الرجلُ إِلَى أرضِهِ من ذَلِك أَبُو حنيفَة أَتَانَا السيلُ أَتِيّاً وأَتَاويّاً لم نَشْعُرْ بِهِ وَقيل سَيْل أَتِيٌّ وأَتَاوِيٌّ إِذا أَتَاك وَلم يُصَبْكَ مطرُه ابْن دُرَيْد زَبَدُ المَاء واللُّعاب والجَرَّةِ طُفَاوَتُه والجميعُ أَزْبَاد وَقد زَبَدَ وأَزْبَدَ وتَزَيَّدَ دَفَعَ بِزَبَدِهِ أَبُو عبيد سَيْلٌ مُزْلَعِبٌّ ومُجْلَعِبٌّ وَهُوَ الْكثير قَمْشُه يَعْنِي