الغُثَاء وَقد غَثَا وَيُقَال جَفَأَ الْوَادي يَحْفَأُ جَفْئاً إِذا رَمَى بالزَّبَدِ والقَذَرِ صَاحب الْعين جَفَأَ جُفُوءاً أَبُو عبيد وَاسم ذَلِك الزَّبَدِ الجُفَاءُ قَالَ الله عز وَجل {فَأَما الزَّبَدُ فَيَذْهِبُ جُفَاءاً} {الرَّعْد ١٧} وَكَذَلِكَ القِدْرُ إِذا غَلَتْ أَبُو حَاتِم الجُفَالُ من الزَّبَدِ كالجُفَاء وَكَانَ رُؤْبَة يقْرَأ {فَأَما الزَّبدُ فيذَهب جُفالا} أَبُو حنيفَة راسَ السَّيْلُ الغُثَاء رَوْساً حَمَلَهُ ابْن دُرَيْد الحُثُّ غُثَاء السَّيْلِ إِذا خَلَّفَهُ ونَضَبَ عَنهُ حَتَّى يَجِفَّ وَكَذَلِكَ الطُّحْلُب إِذا يَبِسَ وقَدُمَ عَهْدُهُ حَتَّى يَسودَّ صَاحب الْعين حَمِيلُ السيلِ مَا يَحمِلُ من الغُثَاء وَفِي الحَدِيث
كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَميل السَّيْلِ
أَبُو عبيد أصابَنَا طَحْمَةُ السَّيْلِ وطُحْمَتُه يَعْنِي دُفْعَتُه غَيره هِيَ دُفْعَتُه الأَولَى وطَحُمَةُ الفِتْنَةِ جَوْلَتُهَا مِنْهُ أَبُو زيد ضَفَّةُ المَاء دُفْعَةُ السَّيْلِ الأُوْلَى ومَخْرِمُ السَّيْل أَنْفُه أَبُو عبيد سَيْلٌ جرَافٌ وقُعَافٌ وجُحَافٌ وَهُوَ الْكثير الَّذِي يَذْهَبُ بِكُل شَيْء وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس
(لَهَا عَجُزٌ كَصَفَاةِ المسيلِ ... أَبْرَزَ عَنْهَا الجُحَافُ المُضِرَ)
ابْن دُرَيْد وَبِه سميت الجُحْفَةُ لِأَن السَّيْلَ اجْتَحَفَهَا قطرب أَصْلُ الجَحْفِ القَشْرُ جَحَفْتُ الشَّيْء جَحْفاً قَشَرْتُه أَبُو عبيد الجُلَاخُ كالجُحَافِ ابْن دُرَيْد جَلَخَ السيلُ الْوَادي جَلْخاً قَطَعَ أَجْرَافَهُ صَاحب الْعين سيلٌ قُحَافٌ وقاحِفٌ إِذا جَاءَ فَجْأَةً فَذَهَبَ بِكُل شَيْء وكلُّ مَا أَخَذْتهُ واستخرجته فقد اقْتَحَفْتَهُ وكُلُّ مَا اقْتَحَفْتَ من شَيْء قُحافَةٌ وَبِه سُمِّيَ الرجلُ وَقد تقدَّم نَحْو ذَلِك فِي الْمَطَر ابْن دُرَيْد جاخَ السيلُ الْوَادي يَجِيخُهُ ويَجُوخُهُ جَوْخاً اقْتَلَعَ جَرْفَتَهُ وَأنْشد
(فللصَّخْرِ من جَوْخِ السُّيُولِ وَجِيبُ ... )
صَاحب الْعين الرُّزُون بَقَايا السيلِ فِي الأَجْرَافَ والنَّجْخُ السيلُ يَنْجِخُ فِي سَنَدِ الْوَادي وَفِي وَسَطِ الْبَحْر حَتَّى يَجْرِف وَأنْشد
(ذُو ناجِح يَضْرِبُ صُوحَيْ مَخْرِم ... )
ونَجْخُه صَوْتُه وصدْمهُ النَّضر سيلٌ ناجِخٌ شَدِيد ونَجَخَات المَاء دُفَعُهُ وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب مَرَرْنَا ببعيرٍ قد شَبَّكَتْ نَجَخَاتُ السِّمَاكِ بَين ضُلُوعِهِ يَعْنِي مَا أنْبَتَ اللهُ من أمطار نَوْسِ السَّمَاكِ أَبُو حنيفَة سَيْلٌ بُعَاقٌ ودُبَاشٌ وجارُّ الضَّبُعِ وساحيةٌ وأَعْرَفُ أَي لَهُ عُرْفٌ وَهُوَ أَوَّلُه الَّذِي يَجْتَرُّ مَا خَلْفَه ابْن دُرَيْد وَقد اعْرَوْرَفَ السيلُ والبحرُ صَاحب الْعين الجَلَائِفُ السُّيُول واحدتُها جَلِيفة والجَلْفُ أَجْفَى من الجَرْفِ وأشدُّ استِئْصالاً قَالَ أَبُو عَليّ دَلَصَ السيلُ يَدْلِصُ دُلُوصاً وَهُوَ أشدُّ من الجَرْف وصخرةٌ مُدَلَّصَةٌ إِذا كَانَ السيلُ قد أَخْلَقَها وأَبْرَزَ عَنْهَا والانَ مَسَّهَا كَالَّتِي عَنَى امْرُؤ الْقَيْس بقوله
(لَها عَجُزٌ كَصَفاة المَسِيلِ ... أَبْرَزَ عَنْهَا الجُحَافُ المُضِرُ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute