للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(ومُسْتَخْلِفاتٍ من بِلَاد تَنُوفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأَشْدَاقِ حُمْرُ الحَوَاصِل)

مُسْتَخْلَفات يَعْنِي القَطَا ابْن السّكيت يُقَال مِنْ أَيْنَ خِلْفَتُكُم أَي من أَيْن تَسْتَقُون والخَلْفُ الَّذين ذَهَبُوا من الْحَيّ يَسْتَقُون وخَلَّفُوا أَثْقَالَهم وَيُقَال للقَطَا المُخْلِفاتُ لِأَنَّهَا تَسْتَقِي لأولادِها الماءَ وتُخْلِفُ أَبُو عبيد السَّانِي المُسْتَقِي وَقد سَنَا سَنْواً وسُنُوًّا أَبُو حنيفَة السَّانِيَةُ الْبَعِير أَو الثور أَو الْحمار يُرْبَطُ بِهِ الرِّشَاءُ يَجُرُّهُ فيَخْرِجُ الغَرْبَ والسَّقْيُ عَلَيْهَا يُسمى السِّنَاوَةَ وَقد سَنَوْتُ سَنَاوَةً وسُنُوًّا ابْن السّكيت أرضٌ مَسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ وَقد سَنَاهَا المَطرُ يَسْنُوها ويَسْنِيها أَبُو زيد المَسْنَوِيَّةُ الْبِئْر الَّتِي يُسْنَى مِنْهَا وَقد اسْتَنَى لنَفسِهِ أَبُو حنيفَة النَّاضِح كالسَّانِيَةِ والسَّقْيُّ عَلَيْهَا يُسمى النَّضْحُ أَبُو عبيد الجَحَافُ ان يَسْقِي الرجلُ فتُصَيبُ الدلُو فَمَ الْبِئْر وَأنْشد

(قد عَلِمَتْ دَلْوُ بِني مَنافِ ... تَقْوِيم فَرْغَيْهَا عَن الجِحَافِ)

وَقَالَ رَوَيْتُ على أَهْلِي رِيَّا وَهُوَ رَاوٍ من قوم رُواةٍ وهم الَّذين يأتونهم بِالْمَاءِ ابْن السّكيت رَوَيْتُ القومَ إِذا استقيتَ لَهُم الماءَ وَأنْشد

(تَمْشِي من الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ ... مَشْيَ الرَّوايا بالمَزَادِ الأَثْقَلِ)

وَتقول من أَيْن رِيَّتُكُمْ أَي من أَيْن تَرْتَوُون الماءَ صَاحب الْعين تَرَوَّى القومُ وارْتَوَوْا تَزَوَّدوا الماءَ وَمِنْه يَوْم التَّرْوِيَةِ لليوم الَّذِي قَبْلَ عَرَفَة لِأَن النَّاس يَتَزَوَّدُون فِيهِ الماءَ أَبُو عبيد الفُرَاطَةُ الماءُ يكون شَرَعاً بَين أحياءٍ عِدَّة أَيُّهم سَبَقَ إِلَيْهِ فَهُوَ لَهُ يُقال هَذَا الماءُ فُرَاطَةٌ بَيْنَ بَنِي فلَان صَاحب الْعين تَوَاضَخَ السَّاقِيانِ تَبَارَيا أَبُو عبيد المُوَاضَخَةُ فِي الاستقاء كالمُواضَخَةِ فِي السّير وَهُوَ أَن تَسِيرَ مِثْلَ سَيْرِ صاحِبَكَ وَلَيْسَ بالشَّدِيد وَقد أَوْضَخْتُ لَهُ استْقَيْتُ لَهُ شَيْئا يَسِيرا

٣ - (القناطر والجسور)

صَاحب الْعين القَنْطَرَةُ مَعْرُوفَة والجِسْر القنطرة ونحوُهما مِمَّا يُعْبَر عَلَيْهِ ابْن السّكيت هُوَ الجِسْرُ والجَسْرُ

٣ - (آلاتُ الاستقاء)

٣ - (بَاب النَّواعِير وَغَيرهَا)

أَبُو حنيفَة الناعُوَرةُ مَعْرُوفَة سُمِّيَت بذلك لِأَن لَهَا صَرِيفاً فِي دَوْرِها صَاحب الْعين الناعُورُ جَنَاحُ الرَّحَى أَبُو حنيفَة الدَّالِيَةُ جِذْع طَوِيل يُرَكَّبُ مَدَاقٍّ الآرُزِّ وَفِي رَأسه مَغْرِفَة عَظِيمَة مُقَيَّرة من خُوصٍ أَو بَوَارِيٍّ تَأْخُذ مَاء كثيرا ويُجْعَل مَا يلِي المِغْرَفَة من الجِذْع أقْصَرَ وهُوَ هاديه ومُقَدَّمُه بقَدْر مَا يَبْلُغ الماءَ إِذْ انْحَطَّ ويُجْعَل مُؤَخَّرُه أطولَ فيَرْكَبُه الرجالُ مَشْياً عَلَيْهِ فَإِذا صَارُوا إِلَى مُؤَخَّر الجِذْع ارْتَفع مُقَدِّمُه فإ اُزِّيَ بالإزَاءِ وَهُوَ مُهْرَاق المِغْرَفَة كَفَأَها رجلٌ قَائِم على الإزاءِ فَمضى الماءُ فِي الجَدْوَلِ إِلَى المَزْرَعةِ ونَزَلَ الرجالُ عَن الجِذْعِ فانْحَطَّ هادِيه إِلَى الماءِ لنه أثقلُ من مُؤَخَّرِهِ ثمَّ يَعُود الرجالُ إِلَى ركوبُ الجِذْع فَهَذَا دَأْبُهُم والدَّوْلابُ والدُّولَابُ الَّتِي تَدُور الشَّهْرَقِ شَهْرَقِ الحَفَّارِ وعَلى قَراها مَسَدَانِ كُلُّ مَسَدٍ مَجْمُوعٌ طَرفاه وَقد رُبِطَتْ بَينهمَا كِيزانٌ كالدِّلاءِ الصَّغَار من خُوص قد قُيِّرَتْ وَيُقَال لتِلْك الكيزان العَصَامِير وهما مُقَدِّران على قَدْر بُعْد المَاء من مَوضِع مَصَبِّ تِلْكَ الدلاء فَإِذا دَار الدُّولابُ أصْعَدَ الدِّلاء مِنْ جانِبِ وهَبَطَتِ الَّتِي تُقَابِلها من الْجَانِب الآخر فاغترفت الفارغةُ وعَلَت المملوءةُ فَإِذا عَلَت قرا الشَّهْرَقِ وَهَمَّت بالانتكاس أَفْرَغَتْ مَا فِيهَا فِي جَدْوَل من خشب

<<  <  ج: ص:  >  >>